الجدار الحر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجدار الحر


    مختارات من شعر توفيق زياد

    avatar
    عراق الابطال


    عدد المساهمات : 27
    تاريخ التسجيل : 08/08/2009

    مختارات من شعر توفيق زياد Empty مختارات من شعر توفيق زياد

    مُساهمة  عراق الابطال الإثنين أغسطس 17, 2009 11:12 am

    "محرمات"

    أرضي .. ! أترابي .. !
    كنزي المنهوب ..! تاريخي ..
    عظام أبي و جدي
    حرمت عليَّ ، فكيف أغفر ؟؟
    لو أقاموا لي المشانق ..
    لست غافر
    هذي قرانا الخضر
    أضحت كلها دمنا
    وآثاراً عواثر
    آحادها بقيت،
    ومازالت
    تحارب بالأظافر
    شدّت على أعناقها أنيابهم
    تمتص من دمها
    كواثر
    لا تحك لي .. لا تحك لي !
    حتى المقابر بعثرت ..
    حتى المقابر ..
    00000

    أُنَادِيكُمْ

    أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم ..
    أَبُوسُ الأَرْضَ تَحْتَ نِعَالِكُم
    وَأَقُولُ: أَفْدِيكُم
    وَأُهْدِيكُم ضِيَا عَيْنِي
    وَدِفْءَ القَلْبِ أُعْطِيكُم
    فَمَأْسَاتِي التي أَحْيَا
    نَصِيبِي مِنْ مَآسِيكُم.
    أُنَادِيكُمْ
    أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم ..
    أَنَا مَا هُنْتُ في وَطَنِي وَلا صَغَّرْتُ أَكْتَافِي
    وَقَفْتُ بِوَجْهِ ظُلاَّمِي
    يَتِيمَاً ، عَارِيَاً ، حَافِي
    حَمَلْتُ دَمِي عَلَى كَفِّي
    وَمَا نَكَّسْتُ أَعْلامِي
    وَصُنْتُ العُشْبَ فَوْقَ قُبُورِ أَسْلاَفِي
    أُنَادِيكُمْ ... أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم !!
    * * *
    بِأَسْنَانِي
    سَأَحْمِي كُلَّ شِبْرٍ مِنْ ثَرَى وَطَنِي
    بِأَسْنَانِي .
    وَلَنْ أَرْضَى بَدِيلاً عَنْهُ
    لَوْ عُلِّقْتُ
    مِنْ شِرْيَانِ شِرْيَانِي .
    أَنَا بَاقٍ
    أَسِيرَ مَحَبَّتِي .. لِسِياجِ دَارِي ،
    لِلنَّدَى .. لِلزَنْبَقِ الحَانِي .
    أَنَا بَاقٍ
    وَلَنْ تَقْوَى عَلَيَّ
    جَمِيعُ صُلْبَانِي
    أَنَا بَاقٍ
    لآخُذُكُم .. وآخُذُكُمْ .. وَآخُذُكُمْ
    بِأَحْضَانِي
    بِأَسْنَانِي ،
    سَأَحْمِي كُلَّ شِبْرٍ مِنْ ثَرَى وَطَنِي
    بِأَسْنَانِي .

    * * *
    السكـر المــر

    أَجِيبيني !!
    أُنَادِي جُرْحَكِ المملوءَ مِلْحَاً يَا فِلَسْطِيني !
    أُنَادِيهِ وَأَصْرُخُ :
    ذَوِّبِيني فِيهِ .. صُبِّينِي
    أَنَا ابْنُكِ ! خَلَّفَتْنِي هَا هُنَا المأْسَاةُ ،
    عُنْقَاً تَحْتَ سِكِّينِ .

    أَعِيشُ عَلَى حَفِيفِ الشَّوْقِ ..
    في غَابَاتِ زَيْتُونِي .
    وَأَكْتُبُ لِلصَّعَالِيكِ القَصَائِدَ سُكَّرَاً مُرَّاً ،
    وَأَكْتُبُ لِلْمَسَاكِينِ .
    وَأَغْمِسُ رِيشَتِي ، في قَلْبِ قَلْبِي ،
    في شَرَايِينِي .
    وَآكُلُ حَائِطَ الفُولاذِ ..
    أَشْرَبُ رِيحَ تَشْرِينِ .
    وَأُدْمِي وَجْهَ مُغْتَصِبِي
    بِشِعْرٍ كَالسَّكَاكِينِ .
    وَإِنْ كَسَرَ الرَّدَى ظَهْرِي ،
    وَضَعْتُ مَكَانَهُ صُوَّانَةً ،
    مِنْ صَخْرِ حِطِّينِ .. !!

    فِلِسْطِينِيَّةٌ شُبَّابَتِي ،
    عَبَّأْتُهَا ،
    أَنْفَاسِيَ الْخَضْرَا .
    وَمَوَّالِي ،
    عَمُودُ الخَيْمَةِ السَّوْدَاءِ ،
    في الصَّحْرَا .
    وَضَجَّةُ دَبْكَتِي ،
    شَوْقُ التُرَابِ لأَهْلِهِ ،
    في الضِّفَّةِ الأُخْرَى .



    * * *
    قصيدة هنـــا بــاقون:

    كأنّنا عشرون مستحيل
    في اللّد، والرملة، والجليل
    هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار
    وفي حلوقكم،
    كقطعة الزجاج، كالصَبّار
    وفي عيونكم،
    زوبعةً من نار.
    هنا.. على صدوركم، باقون كالجدار
    ننظّف الصحون في الحانات
    ونملأ الكؤوس للسادات
    ونمسحُ البلاط في المطابخ الس وداء
    حتى نسلّ لقمة الصغار
    من بين أنيابكم الزرقاء
    هنا على صدوركم باقون، كالجدار
    نجوعُ.. نعرى.. نتحدّى..
    نُنشدُ الأشعار
    ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
    ونملأ السجون كبرياء
    ونصنع الأطفال .. جيلاً ثائراً ..وراء جيل
    كأنّنا عشرون مستحيل
    في اللّد، والرملة، والجليل..
    إنّا هنا باقون
    فلتشربوا البحرا..
    نحرسُ ظلّ التين والزيتون
    ونزرع الأفكار، كالخمير في العجين
    برودةُ الجليد في أعصابنا
    وفي قلوبهم جهنّم حمرا
    إذا عطشنا نعصر الصخرا
    ونأكل التراب إن جعنا.. ولا نرحل!!..
    وبالدم الزكيّ لا نبخلُ..لا نبخلُ.. لا نبخلْ..
    هنا .. لنا ماضٍ .. وحاضرٌ.. ومستقبلْ..
    كأنّنا عشرون مستحيل
    في اللّد، والرملة، والجليل..
    يا جذرنا الحيّ تشبّث
    واضربي في القاع يا أصول
    أفضلُ أن يراجع المضطهد الحساب
    من قبل أن ينفتل الدولاب
    "لكن فعل.. اقرأوا
    ما جاء في هذا الكتاب!!.....

    فى ليلة الإعدام

    ياليل خل* الاسير تايكمل نواحه
    رايح يفيق الفجر ويرفرف جناحه
    تا يمرجح المشنوق فى هبة رياحه

    ياليل وقف تقاضى كل حسراتى
    يمكن نسيت مين أنا ونسيت آهاتى
    يا حيف كيف انقضت بيديك ساعاتى
    شمل الحبابيب ضاع وتكسر اقداحه

    لا تظن دمعى خوف 0 دمعى على اوطانى
    و عكمشة زغاليل فى البيت جوعانى
    مين راح يطعمها بعدى و اخوانى
    شباب اثنين قبلـى ع المشنقة راحوا

    وبكرة مراتى كيف راح تقضى نهارها
    ويلها علىِِ وويلها ع صغارها
    يارتنى خليت فى ايدها سوارها
    يوم ان دعتنى الحرب تا أشترى سلاحه

    ظنيت لنا ملوك تمشى وراها رجال
    تخسا الملوك ان كانوا هيك انذال
    والله تيجانهم ما يصلحوا لنا نعال
    احنا اللى نحمى الوطن ونضمد جراحه

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 4:53 pm