لست ممن يروج للرئيس القذّافي ولست ممن يتفق مع كل سياساته؛ لم التقيه يوما ولم يحدث لي أن زرت الجماهيرية الليبية يوماً؛ لكني هنا بصدد تسجيل واحد من مواقف الشموخ والعز التي تسجل للرئيس القذافي في زمن الهزائم العربية الذي يندر ان تتكرر فيه المواقف التي تحسب للرجال. فقد كسب القذافي قضية التعويضات الايطالية للخسائر التي الحقها الاحتلال الايطالي بالشعب الليبي لعقود من الزمن، وتمّ الاتفاق على أن تدفع حكومة إيطاليا مبلغ ملايين عديده من الدولارات والتي لا تشكل شيئا بالنسبة لثروات ليبيا وأرصدتها، والاهم من ذلك ان يوَّظف القذّافي هذا الحدث بتلبية اول زيارة لايطاليا ايذانا ببدء العلاقات الرسمية بين البلدين وقبول الاعتذار الرسمي عن ما اقترفته ايطاليا في ليبيا طيلة فترة الاحتلال، يفاجئ القذافي الساسة الايطاليين ورئيس وزرائها برسكوني والاعلام والمحافل الرسمية عند هبوطه في مطار العاصمة الايطالية مرتديا بدلة قتال تطرز صدارتها صورة المجاهد والمقاوم الليبي الشيخ عمر المختار رحمه الله الذي دوَّخ موسوليني وجيوشه المدججة بصموده ومقاومته العنيدة وسلاحه البسيط في حين يُدفع بجانب القذافي الحفيد المسنّ والوحيد للشهيد عمر المختار على كرسي متنقل لكبره ومرضه وينحني برلسكوني بنفسه ومعه المستقبلين اعتذارا واحتراما لحفيد الشهيد المختار!. انها والله وقفة شموخ وصمود وعز لم تعتد الامة ان تتذوق طعمها او تلمس فعلها في حاضرها السياسي منذ ايام عمورية ونداء وامعتصماه !.
في حين تتلاقف وسائل الاعلام المرئية والقنوات الفضائية العربية والعالمية مشاهد رئيس حكومة الاحتلال الرابعة في العراق دولة جواد المالكي! يمشي الخنوع ويلبس السواد ويتمالك الخطى وهو يحمل اكليل الزهور على نصب الشهيد في المقبرة الوطنية الامريكية التي دفن بها قتلى الغزو الامريكي على العراق في ضاحية ارلنكتون قرب واشنطن مواسيا ومعتذرا لقتلهم ومشيدا ببطولتهم وشجاعتهم!!. فياللعار، ولم يتوقف هنا فحسب، بل راح يصرح معتذرا عن تصرف ضابط عراقي استجوب ضابطاً امريكياً الذي امر باطلاق النار على ثلاثة عراقيين أبرياء مستطرقين اثناء عبور ناقلتهم، وتم قتلهم من منطلق الاشتباه بكونهم ارهابيين! دون ان يثبت انهم كانوا يحملون أي قطعة سلاح، ويتهم دولة المالكي هذا الضابط العراقي بـ(تجاوز صلاحياته!) فياله من خنوع ونفاق وتبعية يادولة الرئيس! بمقاييس الامة التي تمثلها والدين الذي تتلبسه والفكر الدعوي للحزب الذي تقوده ! أليس من سخريات القدر وازدواجية المعايير وتفاهة المواقف ان تخاطب الشعب حين وقعت اتفاقية الخداع والمكر وتصفها بانها تشكل نهاية لما اقترفت القوات الامريكية من قتل واختراقات ودمار بحق العراقيين، ثم لاتتردد ان تترحم على ارواح قتلى هذه القوات ممن تسببوا بقتل مليون عراقي أو يزيد، بل تهدد بامكانية تمديد بقائها في العراق لفترة ما بعد نفاذ التوقيتات التي ادعيت انها توقيتات نهائية لن يبقى بعدها جندي امريكي واحد.
فعلام تشكرهم يا دولة الرئيس؟
ألم يقتلوا النساء والاطفال والرجال؟
ألم يغتصبوا النساء والرجال؟
أتشكرهم على فعلتهم الخسيسة بالطفلة الشهيدة عبير الجنابي؟
أم لتشكرهم على مافعلوه من إهانات لعراقيين بمن فيهم أعضاء مجلس الحكم المنحل، وما فعلوه بعمار الحكيم ؟؟
الم يخلفوا في بلادك مئات الالاف من القتلى والمعوقين؟
ألم تقترف قواتهم وشركاتهم الامنية ابشع الجرائم والمداهمات بحق شبابنا وعوائلنا ونسائنا واطفالنا؟
هل كل الذين قتلوا وعذبوا وعوّقوا واغتصبوا وسلبوا وهجروا منذ اليوم الذي احتلت فيه هذه القوات العراق ولغاية الان هم (إرهابيون) و(مجرمون) في عرفك يادولة الرئيس لكي توجه الشكر والامتنان الى من قتلهم وآذاهم وإغتصبهم؟ وتترحم على قتلى المعتدين الغزاة وتشيد بفعلتهم؟
أي ثمن عظيم هذا من أجل البقاء في منصب لن يدوم طويلا؟ وأي إنكار واستهتار هذا لفعل أمة أشاد بوقفتها ومقاومتها العدو قبل الصديق؟
وأنتم يافضيلة آية الله السيد علي السيستاني، وأنت أيها المرشد الأعلى خامنئي، وأنت ياسيد المقاومة نصر الله.. ألا يشكل هذا الموقف من زعيم حزب الدعوة الاسلامي العراقي إختراقا لمعاني المقاومة النبيلة، ونكرانا للجهاد المشروع لغزاة أرض الاسلام وهم في ديارهم قابعون؟
أليس في هذا يا عمائم المراجع وساسة الاسلام هدر لحقوق الامة في المقاومة المشروعة ضد الاحتلال وتنازل رسمي عن كل ما إقترفته قواته وشركاته وعملاؤه بحق الامة من دمار وفساد وقتل ونهب ؟
فبأي شرع تحكمون؟
وباي دين تدعون ؟..
شتان شتان بين وقفة الشموخ والعز للرئيس القذافي في روما وبين خنوع وسقوط دولة المالكي في واشنطن.
هل لديكم شك يا شيوخ العراق وساسته الجدد ان المالكي هو أداة طيعة وخانعة لارادة امريكا ومشاريعها ؟
وهل لديكم شك ايها العراقيون بعد كل هذا الى اين انتم ماضون في ظل هذه الأحزاب الطائفية والعرقية التي في غيِّها تخدعون؟
د عمر الكبيسي
26تموز 2009 .
يعني بين قوسين { بغداد ظواها أنطفى من أستشهد راعيها ..وظلت جلاب الصدر تمشي بمجاريها } ص.ح
في حين تتلاقف وسائل الاعلام المرئية والقنوات الفضائية العربية والعالمية مشاهد رئيس حكومة الاحتلال الرابعة في العراق دولة جواد المالكي! يمشي الخنوع ويلبس السواد ويتمالك الخطى وهو يحمل اكليل الزهور على نصب الشهيد في المقبرة الوطنية الامريكية التي دفن بها قتلى الغزو الامريكي على العراق في ضاحية ارلنكتون قرب واشنطن مواسيا ومعتذرا لقتلهم ومشيدا ببطولتهم وشجاعتهم!!. فياللعار، ولم يتوقف هنا فحسب، بل راح يصرح معتذرا عن تصرف ضابط عراقي استجوب ضابطاً امريكياً الذي امر باطلاق النار على ثلاثة عراقيين أبرياء مستطرقين اثناء عبور ناقلتهم، وتم قتلهم من منطلق الاشتباه بكونهم ارهابيين! دون ان يثبت انهم كانوا يحملون أي قطعة سلاح، ويتهم دولة المالكي هذا الضابط العراقي بـ(تجاوز صلاحياته!) فياله من خنوع ونفاق وتبعية يادولة الرئيس! بمقاييس الامة التي تمثلها والدين الذي تتلبسه والفكر الدعوي للحزب الذي تقوده ! أليس من سخريات القدر وازدواجية المعايير وتفاهة المواقف ان تخاطب الشعب حين وقعت اتفاقية الخداع والمكر وتصفها بانها تشكل نهاية لما اقترفت القوات الامريكية من قتل واختراقات ودمار بحق العراقيين، ثم لاتتردد ان تترحم على ارواح قتلى هذه القوات ممن تسببوا بقتل مليون عراقي أو يزيد، بل تهدد بامكانية تمديد بقائها في العراق لفترة ما بعد نفاذ التوقيتات التي ادعيت انها توقيتات نهائية لن يبقى بعدها جندي امريكي واحد.
فعلام تشكرهم يا دولة الرئيس؟
ألم يقتلوا النساء والاطفال والرجال؟
ألم يغتصبوا النساء والرجال؟
أتشكرهم على فعلتهم الخسيسة بالطفلة الشهيدة عبير الجنابي؟
أم لتشكرهم على مافعلوه من إهانات لعراقيين بمن فيهم أعضاء مجلس الحكم المنحل، وما فعلوه بعمار الحكيم ؟؟
الم يخلفوا في بلادك مئات الالاف من القتلى والمعوقين؟
ألم تقترف قواتهم وشركاتهم الامنية ابشع الجرائم والمداهمات بحق شبابنا وعوائلنا ونسائنا واطفالنا؟
هل كل الذين قتلوا وعذبوا وعوّقوا واغتصبوا وسلبوا وهجروا منذ اليوم الذي احتلت فيه هذه القوات العراق ولغاية الان هم (إرهابيون) و(مجرمون) في عرفك يادولة الرئيس لكي توجه الشكر والامتنان الى من قتلهم وآذاهم وإغتصبهم؟ وتترحم على قتلى المعتدين الغزاة وتشيد بفعلتهم؟
أي ثمن عظيم هذا من أجل البقاء في منصب لن يدوم طويلا؟ وأي إنكار واستهتار هذا لفعل أمة أشاد بوقفتها ومقاومتها العدو قبل الصديق؟
وأنتم يافضيلة آية الله السيد علي السيستاني، وأنت أيها المرشد الأعلى خامنئي، وأنت ياسيد المقاومة نصر الله.. ألا يشكل هذا الموقف من زعيم حزب الدعوة الاسلامي العراقي إختراقا لمعاني المقاومة النبيلة، ونكرانا للجهاد المشروع لغزاة أرض الاسلام وهم في ديارهم قابعون؟
أليس في هذا يا عمائم المراجع وساسة الاسلام هدر لحقوق الامة في المقاومة المشروعة ضد الاحتلال وتنازل رسمي عن كل ما إقترفته قواته وشركاته وعملاؤه بحق الامة من دمار وفساد وقتل ونهب ؟
فبأي شرع تحكمون؟
وباي دين تدعون ؟..
شتان شتان بين وقفة الشموخ والعز للرئيس القذافي في روما وبين خنوع وسقوط دولة المالكي في واشنطن.
هل لديكم شك يا شيوخ العراق وساسته الجدد ان المالكي هو أداة طيعة وخانعة لارادة امريكا ومشاريعها ؟
وهل لديكم شك ايها العراقيون بعد كل هذا الى اين انتم ماضون في ظل هذه الأحزاب الطائفية والعرقية التي في غيِّها تخدعون؟
د عمر الكبيسي
26تموز 2009 .
يعني بين قوسين { بغداد ظواها أنطفى من أستشهد راعيها ..وظلت جلاب الصدر تمشي بمجاريها } ص.ح