سارا وجوشوا ..... حياة الحويك عطية
2009-08-11 10:01:03 AM
شين وسارا وجوشوا ، ارادوا التنزه والسياحة ، فاختاروا اكثر الاماكن وعورة وخطرا في جبال كردستان ، ولم يكن ليرضي روح المغامرة ان يمر المسافرون السياح بنقاط العبور الكثيرة على الحدود الكردية - العراقية - الايرانية ، ففضلوا التسلل عبر منطقة وعرة. ربما لم يعبر السياح الثلاثة في طريقهم الطويل من اميركا الى (كردستان) العراق اية حدود رسمية ، وربما ايضا لم تكن طريقهم بهذا الطول ، بل جاؤوا من مكان اقرب ، طالما انهم يحملون مصادفة اسمي: سارا وجوشوا ، وان غالبية من يحملون هذه الاسماء يتمتعون معها بجنسية مزدوجة. وربما ايضا لم يعبروا اي طريق خارجي منذ امد طويل ، طالما بات من المعروف ان (اقليم كردستان) يعج باخوتهم ، مستثمرين ومستشارين ومدربين عسكريين واجهزة امنية.
ربما جاؤوا سياحا مع تلك الافواج التي يشرف على تنظيمها قباد الطالباني وزوجته ذات الجنسية المزدوجة ، تنظيم دوري ، اعتبرته الايباك جزءا مهما من خدمات استحق عليها ابن ابيه ان يكون ضيف الشرف على مؤتمر ايباك السنوي ، خاصة وان هذا التنظيم يسمح ببقاء بضعة افراد من كل فوج تمهيدا لاستقبال ما يكفي لانشاء مستوطنة على انقاض مسيحيي الموصل الذين تم تهجيرهم ، هذا عدا عن الالاف الموزعة بين السكان.
قد لا نتوقف كثيرا عند ذلك من اجل (كردستان) وايران ، فالاولى خرجت كليا عن دائرة سر التحالف الاستراتيجي مع اسرائيل ، والثانية تعلن جهارا عداءها معها وتتنبه لمحاولات اختراقاتها التي تبدو طبيعية مع اجواء هذا العداء. ويبدو انها تضبط حدودها جيدا بدليل وقوع الثلاثي المرح في يد حراس هذه الحدود ، دون ان يعني ذلك انعدام امكانية ان يكون غيرهم قد نفد.
نتوقف اكثر لنتأمل في كم السارات والجوشوات الذين يأتون الينا بقبعات عريضة وبشرة شقراء او حمراء ، وحقيبة على الظهر ، دون ان يكون بامكاننا ان نفعل شيئا ازاءهم. فلا الانغلاق على العالم ممكن ، ولا رفض جوازات الدول الاخرى ممكن اذا ما كانت بطانتها المخفية جوازا اسرائيليا ، ولا التخلي عن السياحة كقطاع اقتصادي جائز ، ولا التشكيك في كل اجنبي نتعامل معه مستحب.
نحن بحاجة الى التعامل والتفاعل والتبادل والاستثمارات والعلاقات ، وذلك اكثر من اية حقبة مضت في التاريخ. ثم من قال ان هؤلاء لا ياتون الا سائحين ، فكل القبعات جاهزة: من الخبراء الى المستشارين الى المعلمين الى الديبلوماسيين الى الرياضيين الى الصحفيين الى الفنانين الى الخادمات والعمال (ولا ننسى ان سيريلانكا تعتبر واحدة من افضل ساحات عمل الموساد في العالم).
الحل لا يمكن ان يكون في اي شكل من اشكال الانغلاق ، كما ان تكاثر الفيروسات لا يعني ان نعيش في علبة زجاج محكمة ، بل ان نحكم وسائل الوقاية وتدعيم جهاز المناعة وتناول اللقاحات الضرورية. اما كيف تترجم هذه المعادلة الطبية في مجال الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فقصة طويلة طويلة
2009-08-11 10:01:03 AM
شين وسارا وجوشوا ، ارادوا التنزه والسياحة ، فاختاروا اكثر الاماكن وعورة وخطرا في جبال كردستان ، ولم يكن ليرضي روح المغامرة ان يمر المسافرون السياح بنقاط العبور الكثيرة على الحدود الكردية - العراقية - الايرانية ، ففضلوا التسلل عبر منطقة وعرة. ربما لم يعبر السياح الثلاثة في طريقهم الطويل من اميركا الى (كردستان) العراق اية حدود رسمية ، وربما ايضا لم تكن طريقهم بهذا الطول ، بل جاؤوا من مكان اقرب ، طالما انهم يحملون مصادفة اسمي: سارا وجوشوا ، وان غالبية من يحملون هذه الاسماء يتمتعون معها بجنسية مزدوجة. وربما ايضا لم يعبروا اي طريق خارجي منذ امد طويل ، طالما بات من المعروف ان (اقليم كردستان) يعج باخوتهم ، مستثمرين ومستشارين ومدربين عسكريين واجهزة امنية.
ربما جاؤوا سياحا مع تلك الافواج التي يشرف على تنظيمها قباد الطالباني وزوجته ذات الجنسية المزدوجة ، تنظيم دوري ، اعتبرته الايباك جزءا مهما من خدمات استحق عليها ابن ابيه ان يكون ضيف الشرف على مؤتمر ايباك السنوي ، خاصة وان هذا التنظيم يسمح ببقاء بضعة افراد من كل فوج تمهيدا لاستقبال ما يكفي لانشاء مستوطنة على انقاض مسيحيي الموصل الذين تم تهجيرهم ، هذا عدا عن الالاف الموزعة بين السكان.
قد لا نتوقف كثيرا عند ذلك من اجل (كردستان) وايران ، فالاولى خرجت كليا عن دائرة سر التحالف الاستراتيجي مع اسرائيل ، والثانية تعلن جهارا عداءها معها وتتنبه لمحاولات اختراقاتها التي تبدو طبيعية مع اجواء هذا العداء. ويبدو انها تضبط حدودها جيدا بدليل وقوع الثلاثي المرح في يد حراس هذه الحدود ، دون ان يعني ذلك انعدام امكانية ان يكون غيرهم قد نفد.
نتوقف اكثر لنتأمل في كم السارات والجوشوات الذين يأتون الينا بقبعات عريضة وبشرة شقراء او حمراء ، وحقيبة على الظهر ، دون ان يكون بامكاننا ان نفعل شيئا ازاءهم. فلا الانغلاق على العالم ممكن ، ولا رفض جوازات الدول الاخرى ممكن اذا ما كانت بطانتها المخفية جوازا اسرائيليا ، ولا التخلي عن السياحة كقطاع اقتصادي جائز ، ولا التشكيك في كل اجنبي نتعامل معه مستحب.
نحن بحاجة الى التعامل والتفاعل والتبادل والاستثمارات والعلاقات ، وذلك اكثر من اية حقبة مضت في التاريخ. ثم من قال ان هؤلاء لا ياتون الا سائحين ، فكل القبعات جاهزة: من الخبراء الى المستشارين الى المعلمين الى الديبلوماسيين الى الرياضيين الى الصحفيين الى الفنانين الى الخادمات والعمال (ولا ننسى ان سيريلانكا تعتبر واحدة من افضل ساحات عمل الموساد في العالم).
الحل لا يمكن ان يكون في اي شكل من اشكال الانغلاق ، كما ان تكاثر الفيروسات لا يعني ان نعيش في علبة زجاج محكمة ، بل ان نحكم وسائل الوقاية وتدعيم جهاز المناعة وتناول اللقاحات الضرورية. اما كيف تترجم هذه المعادلة الطبية في مجال الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، فقصة طويلة طويلة