الجدار الحر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجدار الحر


    في باب النعلجة - علي السوداني

    بـــســمــار
    بـــســمــار


    عدد المساهمات : 46
    تاريخ التسجيل : 21/06/2009

    في باب النعلجة - علي السوداني Empty في باب النعلجة - علي السوداني

    مُساهمة  بـــســمــار الأربعاء أغسطس 26, 2009 5:12 pm

    علي السوداني


    من كتاب الطز الذي اضحك الرعية وشال همها وثلم من قهرها ولو مثقال ذرة، الي كتاب " النعلجة " وتلك مفردة طيبة تضع ناس وادي الرافدين تحت جيمها ثلاث نقط كما رصعوا من قبل ثلاث نقط تحت جيم ماعون الباجة الطيب.

    والنعلجة - أحبتي وتيجان راسي - كانت واحدة من متممات القندرة وقد فاقت اهميتها حتي أساسيات المركوب التي منها القيطان والدبان واللسان والكرتة التي تعينك علي لبس مركوبك براحة وسلاسة. تصنع النعلجة من عنصر الحديد القوي كما هو الحال مع حدوة الفرس وتدق بوساطة مسامير في كعب وبوز وميسرة وميمنة القندرة، فإن سرت فوق اسفلت او علي حجر او بأرض وعرة، حافظ مداسك علي متانته خمس سنوات يموت فيها الجلد وينقطع القيطان ويتهرأ الدبان لكن النعلجات يبقين معاندات في رسوخ عظيم.

    وصنعت النعلجة علي صورتين، واحدة صغيرة ممسمرة وأخري عريضة مثقبة لاستقبال المسامير واستخدم هذه الوقاية المجدية الناس الفقراء والناس الأغنياء البخلاء واكاد الليلة انصت لأزيز نعلجات شقاوة الطرف اذ يعود متعتعاً من حانة كما لو ان ذلك الصوت المنفر هو شفرة موسيقية مبعوثة الي حبيبة سهرانة أو حرامي لابد خلف جدار وفي الليالي الدامسات، يكرخ المشاكسون قنادرهم بقوة فوق الزفت فتخرج من تحت أقدامهم شرارات احتفالية مدهشة وكنت قد عشت زمن النعلجة في بغداد العباسية واظنها انقرضت الآن بسبب من ان ثمن الحذاء الصيني الآن صار بقدر سعر اربع نعلجات ودبانة التي هي اخت الدبان،


    وقد يقول قائل منكم او قائلة منهن ما بال هذا المخبول البطران وقد صدع أمخاخنا بسفر النعلجة والقيطان والدبان والرقاع الذي تحطمت حياته في ديرة عفك، والبلاد تغلي والعباد تنحر وصاحب الكهرباء الألمعي يقول ان ساعات الشحة زادت لأن رجلاً مخبولاً كان ارتدي حزاماً ملغماً وشمر نفسه صحبة الحزام فوق جسد مولدة كهربائية بمقدور طاقتها التشغيلية، تغذية عشرة من بيوتات المنطقة الخضراء التي استعدت وقامت وقعدت وتدبرت حفلة عملاقة من اجل سواد عيون يوم الشموخ.

    قيل وما يوم الشموخ؟ قالوا هو ميقات انسحاب وانسحال وانكناس جنود أمريكا الأوغاد وجندياتها الوغدات من شوارع وحارات وحدائق وارصفة مدائن بلد ما بين القهرين. قيل واين سيحطوا الرحال ويدقوا الكعب والخيام؟ قالوا في مكامن صحراوية ومعازل جبلية وأراضي ديمية وسفارة تشبه دولة داخل دولة. قيل وهل الحكومة باتت ليلها علي هلع وفزع وقلق بعد انكشاف ظهرها ؟ قالوا كلا لأن جنود وجنديات امريكا السافلة وعسسها ورامبواتها ستكون المسافة بينهم وبين عركة بوكسات في سوق هرج الباب الشرقي لا تتعدي شمرة عصا او صيحة وا أمريكاه.

    سجون البلد مليانة بالأبرياء الذين انتزعوا من بيوتهم بالكيد او بالشبهة او بالثأر او بضمير المخبر السري وهو ضمير مستتر اختلف نحاة وفقهاء وعلماء اللغة في تقديره. شهادات مزورة حملها عتالون وزبالون وسائسو خيل وصباغو قنادر وبائعو شربت زبيب وكببجية وباججية وفيترجية وتلك - وحقكم - مهن شريفة شوّهها المزيفون المفسدون الذين منهم كمشة وزراء ووزيرات وكمشة نواب ونائبات ما زالت أيمانهم تشيل جواز سفر عراقي قح بينما تقبض أيسارهم علي جنسية وجواز سفر افرنجي قح ابن قحة كما لو انهم علي موعد مع يوم شلعة أسود ومصخم لا ينفع معه الا من أتي البلاد بقلب سليم.


    نعم اصدقائي، انا بطران وشايف نفسي شوفة ولأن الحنين الي بغداد قد يبّس قلبي الهلكان، أراني الليلة بحاجة ملحاحة الي كوشر نعلجات تنعش الذاكرة وتقوي الشخصية !!

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد نوفمبر 24, 2024 8:18 am