الدبلوماسية العراقية في زمن العهر
(( أضع علامة أستفهام كبرى على هذا الزمن اللعين .. زمن العهر .. الذي سرق منا الرحم الكبير العراق العظيم وجرح شعبة في الصميم ))
ابو ربيع
يقول الاستاذ ارنست ساتو (( ان الدبلوماسية هو التوفيق بين مصالح البلاد ومصالح البلاد المعتمد لديها .. والذود عن شرف وطنة والسهر على تنمية الوعي الدولي )) .. والدبلوماسية صار علما يدرس في مراكز التدريس الدبلوماسي لاعداد الكوادر المتخصصة للعمل بهذا المجال الحيوي المهم .. وكان العراق سباقا في هذا المجال قبل الاحتلال الامريكي المجوسي لة .. حيث كانت هناك معاهد متخصصة لاعداد الكوادر الدبلوماسية لموظفي وزارة الخارجية والوزارات الاخرى التي ممثلين في سفاراتنا في الخارج .. ولكن بعد الاحتلال الغاشم لبلدنا وفرض نظام المحاصصة الطائفية والعرقية والتي شملت كل مرافق الدولةومن ضمنها سفاراتنا في الخارج .. حيث تم تعين اشكال غريبة وعجيبة الشكل والتفكير والتصرفات ولايملكون اي كفاءة تذكر في المهنة والسلوك الدبلوماسي والاخلاقي .. بل اصبحوا يسيؤون للعراق وشعبة .. وذلك بحملهم صفة دبلوماسي ظلما وعدوا وهم بالحقيقة لايخدمون العراق بل يخدمون احزابهم ويحققون اهدافهم الطائفية والعرقية على مصلحة العراق وشعبة , لقد بات من المؤكد ان معظم سفاراتنا تقيم علاقات وتقوم بممارسات بعيدة كل البعد عن القيم والاخلاق وبمستوى عال من الانحطاط متناسين بذلك ما يتطلبة العمل الدبلوماسي من برتكول ولياقية اجتماعية وادبية لعكس الصورة الحقيقية الجيدة عن عراقنا عراق المجد والحضارة ..بل ان السفراء الاكراد ( وموظفيهم من نفس القومية ) يتصرفون وكأنهم سفراء (( دولة كردستان )) وليس سفراء لجمهورية العراق , وان هؤلاء يسيؤون الى سمعة العراق متعمدين , ناهيك عن اهانة العراقين العرب والتركمان .. ان التجاوزات الكثيرة اصبح لايمكن السكوت عليها , بل تعدت حدود المعقول و اصبحت سلاحا مدمرا موجها ضد سمعة العراق والعراقين.
ان الذي دفعني لكتابة هذا المقال هو ما قرأتة عن استغاثة فتاة عراقيةهتك عرضها مسؤول في سفارة (العراق الجديد) بكندا , حيث اعتدى هذا الدبلوماسي على فتاة عراقية من محافظة السليمانية والتي جاءت الى هناك برفقة والدها الذي يعمل دبلوماسي في السفارة نفسها .. حيث استغل هذا الدبلوماسي الخلاف العائلي الذي حدث في بيت زميلة عي العمل واستدرج بنت زميلة الى شقتة الفارهة بمركز مدينة اوتاواالكندية واضطجع معها بعد ان اخذ عذريتها, واعدا اياها بالزواج ومفاتحة والدها بذلك .. الا انة تنصل من الوعد وفضح ضحيتة , بل تباهى بفعلتة الشنيعة وشهر بها .. وعلى اثر ذلك تقدمة الفتاة الضحية بشكوى الى سعادة سفير دولة القانون والحرية الجديدة .. الا انها لم تتلقى اي جواب او رد فعل يذكر ..وعندما واجهة والدة الضحية هذا الوغد طلبت منة الستر على ابنتها والايفاء بوعدة .. اجابهاهذا الدبلوماسي متحديا (( انة دبلوماسي ويمتلك الحصانة التي تمنحة الصلاحيات لفعل اي شئ )).
هذة واحدة من عشرات التجاوزات والاعمال الاجرامية واللاخلاقية التي يقوم بها ما يطلق عليهم اليوم ممثلي العراق في الخارج .. واود ان اذكر هنا بعض منها حتى توضح الصورة اكثر للقارئ الكريم .. كلنا نتذكر ما قامت بة ( سفارة البيشمركة ) والتي تسمى سفارة العراق في السويد من فضيحة كبيرة هزت الاعلام العالمي واساءة اسائة كبيرة للعراق وشعبة , وذلك بقيام السفارة بأصدار 26 الف جواز سفر عراقي مزور , حيث تأكد بصورة قطعية انها منحت الى اكراد ايران وسوريا ولبنان وتركيا اضافة الى منح بعض منها الى الايرانيين المجوس ..وبهذا الفعل الاجرامي والخياني فقد اساءت ( سفارة البيشمركة ) في السويد للعراق وامنة وسمعتةوابتعدت عن ابسط القيم الاخلاقية ومعايير الضمير والشعور بالواجب تجاة الوطن الذي اعطاهم كل شئ ..اما التجاوز الاخر والذي يدل على ان هذة السفارة يدفها في العمل النفس القومي , هي الحادثة التي اروتها الفنانة العراقية هناء جواد وما حدث للعلم العراقي راية اللة اكبر في اليوم الثقافي العراقي والذي اقامتة السفارة العراقية في احدى المدن السويدية , حيث تفاجأ الحضور برقع اعلام مايسمى ب ((اقليم كردستان )) وغياب العلم العراقي .. علم الدولة التي تمثلها هذة السفارة .. الا واحد صغير جدا وضع امام الفرقة الموسيقية .. بينما الاعلام الاحزاب الكردية قد ملئت المكان .. وان اغاني الحفل والذي يفترض بانة عراقي اقتصر على الاغاني والاناشيد باللغة الكردية .. وعندما حاول الحارس الشخصي للسفير (العراقي) لف العلم العراقي الصغير والوحيد وانزالة , توجهت الية الفنانة هناء جواد واخذت منة العلم وحاولت رفعة, فأثارهذا الفعل الوطني استهجان الحارس فنبرى عليها بالشتم والمسبة بكلمات باللغتين العربية والكردية وذلك باستعمال كلمات نابية بحقها على مرأى ومسمع سعادة السفير دون ان يتدخلفي الامر .
ومن الفضائح الكثيرة للدبلوماسية العراقية , هي التي كشفت عنها صحيفة الاكسترا بلات الدنيماركية الواسعة الانتشار .. حول عمل سبعة من العراقين بصورة غير قانونية لدى السفارة العراقية في الدنيمارك .. حيث تبين ان هؤلاء يتقاضون رواتب ضخمة شهريا من السفارة وفي الوقت نفسة يتقاضون مساعدات اجتماعية من الدنيمارك او يتقاضون رواتب تقاعدية , وذلك دون اعلام السلطات المختصة هناك .. وفي هذة الحالة يعتبرون اشخاص متحايلين على النظام الاجتماعي والتهرب من دفع الضرائب .. وعلية فأن السفارة العراقية قد خالفت قوانين العمل المعمول بها هناك .
ومن جهة اخرى تعرضت الدبلوماسية العراقية الى فضيحة اخرى تضاف الى سجلها الحافل .. عندما كشفت صحيفة توسيتا البلغارية الواسعة الانتشار , عن قيام سفير العراق في بلغاريا بأنشاء شركة تجارية تعمل لحسابة الخاص وجعل السفارة العراقية في صوفيا مقرا لها .. وقالت الصحيفة ان السفير العراقي قد انشأ شركة تجارية بأسم ( بابليون ) وجعل من السفارة مقرا لها , اذ يقوم زبائن شركة السفير والتجار المتعاملين معها بالاتصال بالسفارة عندما يريدون انجاز اي صفقة مع شركة سعادة السفير .. وفي البلد نفسة كشفت صحيفة اخرى هي صحيفة العمل البلغارية عن فضيحة السكرتير الثالث في السفارة وهو اضافة الى وظيفتة الدبلوماسية ممثل حزب الطلباني هناك والمعروف في اوساط الجالية العراقية هناك بسلوكة الغير اخلاقي .. ان الدبلوماسي هذا قد اعتدى على مواطنة بلغارية وعلى ابنها البالغ من العمر عشرة سنوات وعلى مقربة من مبنى رئاسة الجمهورية البلغارية ..وذلك عندما اراد هذا الدبلوماسي اجتياز سيارة المواطنة البلغارية في شارع ضيق وبشكل استفزازي وخطر .. وعندما اعترضت هذة المواطنة على هذا السلوك بادرها الدبلوماسي برشقات من البصاق والشتائم لها ولولدها الصغير .. وقد نصحت الشرطة البلغارية هذة المراءة بعدم الانجرار الى المستوى الضحل لهذا الدبلوماسي ورفع دعوة قضائية علية .. وعندما قام الصحفي الذي كان موجودا في مكان الحادث بتصوير الحدث , قام هذا الدبلوماسي بشتم الصحفي وبصق علية وحاول ضربة وكسر كامرتة.
ومن فضائح الدبلومايسة العراقية الاخرى .. الشكوى التي قدمتها نقابة العمال الايطالية ضد السفير العراقي هناك بسبب اعتدائة على عامل يعمل في سفارتنا بروما .. وذلك بتجاوزة بالسب والشتمم والكلام البذئ السوقي واجبارة على العمل في بيتة كخادم الى ساعات متأخرة من الليل بعد انتهاء عملة في السفارة .
اما سفيرنا في اثينا .. والذي غادر العراق هربا من الخدمة العسكرية حيث كان انذاك عاملا في دائرة الكهرباء العراقية ويحمل سيادة السفير الان الجنسية الاسبانية .. وعاد للوطن على ظهر الدبابة الامريكية .. تم تعينة سفيرا للعراق في اثينا مكافأةلعمالتة وخدمتة للمحتل .. وما ان باشر مسؤوليتة في السفارة حتى بدأت حالات الرشوة والاختلاس ..وفي فترة قريبة عين سكرتيرة لة فتاة يونانية حسناء لاتتعدى العشرين ربيعا من عمرها , لاتمتلك اي مؤهلات للعمل بالسفارة , بأستثناء الارتباط الغير شرعي والغير اخلاقي بسعادة السفير .. وعلية اصبحت هذة الفتاة الحسناء ( دلوعة السيد السفير )هي الامر الناهي في السفارة وتحتفظ بكافة الرموز للكمبيوترات والكامرات السرية في السفارة , ولايجوز لاي موظف التقرب منها بأمر السيد السفير لآنة( يغار عليها) .. ووصل الحد بة الى ان يصطحبها معةعندما يتم ايفادة رسميا , كما اجر لها شقة فاخرة قريبة من البحر , واشترى لها سيارة وعلمها على سياقتها بنفسة.. والسيد السفير قام بتزوير العديد من الوصولات بالتعاون مع محاسبة السفارة على قاعدة ( شيلني واشيلك .. ونفعني وانفعك ).
وسفير اخر للعراق في احدى الدول الاوربية .. طلق زوجتة ام اولادة ورفيقة عمرة بالسراء والضراء بسبب سكرتيرتة الاوربيةالحسناء وعلاقتة المشبوهة بها ووصل بة الامر بأن اسكنها معة في دار السفير التابع للسفارة .
هذا جزء بسيط من فضائح الدبلوماسية العراقية بعد الاحتلال والتجاوزات الكبيرة التي كشف عنها.. واما ما خفي منها فكان اعظم ..اما عن الجانب الاخر والمهم فهو معاملة السفارات العراقية لجاليتنا في الخارج .. فحدث بدون حرج ,وكمثل على ذلك معاملة منتسبي سفارتنا في السويد وهولندا للعراقيين من غير الاكراد السيئة لهم , لانها تمثيلها (قومجي) للاحزاب الكردية العميلة .. وسفارتنا في برلين لاتختلف شيئا عن مثيلتها في لندن في معاملتها للعراقيين بسبب تغلغل الروح الطائفية في عقول وقلوب بعض من منتسبيها المريضة .
ان الاحداث والوقائع اثبتت وبشكل قاطع ان السفارات العراقية لاتهتم بحماية مصالح العراق لدى الدول المعتمدة لديها , ولا تهتم بسمعة العراق وشعبة .. حيث لايمر شهر الا ونسمع عن فضائح او مخالفات يقوم بها منتسبي سفاراتنا في الخارج .. كما ان هناك شكاوي لاتعد ولا تحصى من الجاليات العراقية عن الممارسات العنصرية التي يقوم بها منتسبوا هذة السفارات , ناهيك عن سياسة التمييز بين العراقيين وخصوصا من قبل اخواننا الاكراد , حيث ان المراجع الكردي يستقبل بالترحاب وتسهل معاملاتة فورا (للعلم فقط ان سفارتنا في برلين عدد منتسبيها 27 موظفا منهم 22 كرديا وسبعة من العرب) .
ان الدبلوماسيين العراقيين غير جديرين ان يعطى لهم اي مسؤولية سواء في داخل العراق او خارجة .. ان هوشار زيباري لم يقدم اي منجزات تذكر منذ استلامة حقيبة وزارة الخارجية بعد ان اصبحت من نصيب الاحزاب الكردية العميلة وذلك ضمن مايسمى بالمحاصصة , علما بأنة لايحمل اية شهادةاو مؤهل لتنصيبة وزيرا للخارجية .. والجدير بالشارة هنا ان هناك موظفين عراقيين تم تعينهم في وزارتة يعملون لحساب وكالة المخابرات المركزية الامريكية ويساعدونة في العمل والتدخل في شؤون ادارة الوزارة , وهم على اتصال مباشر بسعادة الوزير وينفذ طلباتهم على الفور وبدون نقاش .. ومن المفيد الاشارة هنا ايضا بأن اكثر السفراء يحملون جنسيات غير عراقية بل ان قسم منهم تم تعينهم سقراء للعراق في دولتهم الثانية مثل سفيرنا في برلين.
هذا هو حال الدبلوماسية العراقية اليوم بعد ان كان يضرب بها المثل على المستوى الدولي ,وكان للدبلوماسي العراقي هيبتة واحترامة,وكان بحق يمثل العراق باخلاق واصالة ابن الرافدين ويتفانى في العمل باخلاص وروحية وطنية عالية من اجل سمعة ومصلحة بلادة, حيث يدفعة بعملة حبة الكبير وولائة لوطنة وامتة .
لك المجد والشموخ ياعراقنا الحبيب ولشعبنا الصبر والعزة والنصر