يكشف الرئيس العراقي صدام حسين، الذي أعدم نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2006، في وثائق سرية أفرج عنها الأرشيف القومي الأميركي الأربعاء الماضي، خفايا كثيرة عن حروبه وأيامه الأخيرة في الحكم، وحتى اعتقاله وظروفه في السجن. والوثائق هي عبارة عن محاضر 20 استجوابا رسميا وخمس محادثات عادية أجراها جورج بيرو، وهو محقق من مكتب المباحث الفيدرالي الأميركي «إف.بي.آي»، للرئيس السابق ما بين 7 فبراير (شباط) و28 يونيو (حزيران) 2004. ويغطي صدام في أجوبته على أسئلة المحقق في الجلسة الخامسة من الاستجواب في 15 فبراير (شباط) 2004 ظروف استيلاء حزب البعث على السلطة في عام 1968 ويقول إن قرار عدم إراقة الدماء تم بناء على طلبه، حيث كان يعتقد أن «علينا أن ننسى الماضي وألا نريق المزيد من الدماء». وكدليل على احترام ذلك القرار، أشار صدام إلى أن البعثيين لم يؤذوا الرئيس عبد الرحمن عارف ولكنهم نفوه فقط. وفي الجلسة السادسة في 16 فبراير (شباط) 2004 يكشف صدام ما جرى لناظم كزار الذي قام بمحاولة انقلابية عام 1973. وكزار كان مساعد صدام، مدير الأمن العام لحزب البعث، وهو شيعي من مدينة العمارة. وقال صدام في ذلك الوقت إنه لم يكن هناك تمييز بين سني وشيعي أو مسيحي داخل الحزب. وأشار، كمثال على ذلك، أنه لم يكن يعلم حتى وقت قريب أن أحد قادة البعث، وهو طارق عزيز، كان مسيحيا، فقد كان الحزب ناجحا لأنه ارتبط بالشعب ومن ثم لم تكن هناك تفرقة بين أفراده على أساس الدين أو العرق. وأشار صدام إلى أن قادة الحزب من السُنة في الفترة بين عامي 1958 و1963 كانوا قليلين جدا، وأن الأمين العام للحزب كان شيعيا من مدينة الناصرية. وقال صدام للمحقق «قد يثير دهشتك أن تعرف أن الأمين العام للحزب عام 1964 كان كرديا».
وفي جلسة الاستجواب السابعة في 18 فبراير (شباط) 2004 يواصل صدام شرح علاقته بكل من سعدون شاكر وعبد الكريم الشيخلي ويقول إن شاكر يعد مثالا على عضو في حزب «البعث» «وزع قدراته» فيما يقول إن الشيخلي فشل في تقبل النقد وقررت القيادة طرده.
وقال صدام إن تولي القيادة من أصعب المهام في الحياة. وأعرب عن وجهة نظره بأن أي شخص باستطاعته قيادة أعضاء الحزب والجماهير، سيتميز بالكفاءة في المنصب المخول إليه. وأضاف أن أعضاء الحزب خاضوا «محاولات»، بعضها نجح والآخر فشل. وقد استمر أعضاء الحزب في مناصبهم حتى اللحظة التي فاقت مسؤوليات مناصبهم قدراتهم الفردية، عند هذه النقطة، كان يتم استبدالهم. بالنسبة لأعضاء الحزب ذوي الخلفيات العسكرية، نوه صدام بأن تلك الخبرة العسكرية كانت محدودة ولم تترجم بالضرورة إلى عنصر مفيد في إدارة الشؤون الحكومية.
* صدام عن انقلاب يوليو 1968: طارق عزيز رفيق قديم يحظى بالاحترام لكنه لم يكن أحد الثوار
* قال إن الدوري ورمضان كانا منخرطين في الثورة منذ البداية وتصارعا فيما بينهما
* محضر جلسة الاستجواب الخامسة 15 فبراير (شباط) 2004
* قبل طرح أية أسئلة، أفاد صدام بأنه يرغب في طرح سؤال. وبعد ذلك سأل عن أي نوع من التغييرات حدث في العالم، على سبيل المثال ما يحدث في الصين وروسيا وفي السياسات الدولية. فقال المحقق إنه لم تحدث تغييرات كبيرة، وأن هناك جهودا لإعادة بناء العراق وأن ذلك يتضمن دعما من كل من روسيا والصين وأن الأمور تسير بصورة سريعة. وبعد ذلك أفاد صدام بأنه منذ أن كان في السجن لمدة شهر أو اثنين، لم تكن لديه صورة عما يحدث. وأشار إلى أنه كان ينوي طرح هذا السؤال على المحقق قبل يومين. ثم تحدث صدام عن أحد الأفلام التي شاهدها التي تقوم على رواية «قصة مدينتين» التي قرأها منذ وقت طويل حيث كانت هذه الرواية تتناول سجن أحد البريطانيين في سجن فرنسي ولم يكن على دراية بما يحدث في العالم الخارجي. وحسبما أفاد صدام، فقد كان مؤلف هذه القصة ناقدا للسلطات الفرنسية بسبب هذه المعاملة. وأشار صدام إلى أنه لم يتغير شيء منذ ذلك الوقت. وقد أجاب المحقق بأنه «عبر الوقت، تغيرت بعض الأشياء، ولم تتغير أشياء أخرى».
ثم أخبر المحقق صدام بأن جلسة اليوم سوف تكون حوارا حول استيلاء حزب البعث على السلطة في عام 1968، وعلى وجه الخصوص سيكون الحوار حول محاولة التفريق بين ما هو واقعي وما هو خيالي. وقد أجاب صدام بأنه في واقع الأمر، كان العراق في عام 1968 يعيش بصورة بدائية ولم يستطع التقدم بصورة جادة إلا من خلال مفهومين. أولهما إدراك أن هذا البلد له حضارة تاريخية قديمة. والمفهوم الثاني كان يدور حول أن العراق استطاع التعلم من خلال تجربة الأساليب التي تتبعها بقية دول العالم. وطبقا لذلك، فقد سافر صدام وغيره إلى بلاد عربية أخرى. وبمقارنة أنفسهم بغيرهم من مواطني هذه الدول، فقد اكتشفوا أن القاهرة ودمشق كانتا متقدمتين كثيرا على بغداد. وكان لدى صدام العديد من الأصدقاء الذين سافروا إلى دمشق وكانوا يعتقدون أن العراق يمكن أن يصل إلى المستوى الذي وصلت إليه دمشق من التقدم، لكنهم لم يتصوروا أن يصل إلى مستوى التقدم في القاهرة. وكانت القدرة الصناعية العراقية في ذلك الوقت مقصورة على صناعة البطاطين وتشغيل مصنع لقصب السكر في كربلاء الذي كان يحتاج إلى استيراد المواد التي يعمل بها. وبغض النظر عن هذين المجالين، كانت هناك محاولات قليلة بسيطة للصناعة في مجالات أخرى. ومع ذلك، فقد كان لدى العراق الدافع والحماس للتطور. وقد نجم عن المحاولات الأولى بعض الأخطاء، ولكن تم تداركها وعلاجها. ومع مسيرة التقدم، استمر إرسال الأفراد إلى البلاد المجاورة لكسب الخبرات. وكان من الدول التي زارها صدام وغيره: الاتحاد السوفياتي وفرنسا وإسبانيا وإيران وتركيا وكافة الدول العربية. ومن بين جميع هذه الدول، كان صدام يعتقد أن الاتحاد السوفياتي كان الأقرب إلى العراق فيما يتعلق بالنواحي الاجتماعية للشعب. ومع ذلك، لم يكن ذلك يعني أن صدام كان يأخذ أحد الجانبين الشرقي أو الغربي. وقد أفاد صدام بأنه في الوقت الذي كان ينظر فيه إلى الأساليب التي يعيش بها الآخرون إلا أننا «لا ننسى أننا عرب وعراقيون وأن للعراقيين أسلوبهم الخاص بهم الذي يربط بينهم وبين العرب الآخرين». وأضاف صدام: «بالنظر إلى سعينا نحو التطور، فإننا حاولنا ذلك في كافة المجالات بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والتقنية والصناعية».
وفي ما يتعلق باستيلاء حزب البعث على السلطة أفاد صدام بأنهم حصلوا على المساعدة من أفراد الجيش الذين كانوا أعضاء في الحزب. كما أفاد أيضا بأن العقيد إبراهيم عبد الرحمن داود والعقيد عبد الرزاق نايف اللذين لم يكونا عضوين في حزب البعث، لم يلعبا دورا هاما في السماح بالاستيلاء على السلطة دون مقاومة أو إراقة دماء. وأفاد صدام بأن قرار عدم إراقة الدماء تم بناء على طلبه، حيث كان يعتقد أنه «علينا أن ننسى الماضي وألا نريق المزيد من الدماء». وقد قال إن هذا الموضوع قد تمت مناقشته في اجتماع داخل منزل وزير الصحة الدكتور مصطفى. وقد اختلف القليل من الأعضاء مع صدام لا سيما أعضاء حزب البعث الذين تم تعذيبهم من قبل النظام السابق وكانوا يرغبون في الثأر. وقد ثار حوار قال فيه صدام إنه قد تم تعذيبه هو أيضا. وفي نهاية الأمر، تم التوصل إلى اتفاق على أنه لن تكون هناك إراقة للدماء. وكدليل على احترام ذلك القرار، أشار صدام إلى أن البعثيين لم يؤذوا الرئيس عبد الرحمن عارف ولكنهم نفوه فقط. وبالإضافة إلى ذلك، قال إن حزبه اتخاذ قرارا بإطلاق سراح المعتقلين من جميع الأحزاب بمن فيهم القوميون والشيوعيون. وفيما يتعلق بالعقيد داود والعقيد نايف، فقد أشار صدام إلى اختيار عدم إيذائهم كذلك، والاكتفاء بمجرد نفيهم. وعندما تم سؤاله عن دور العقيد داود في الجيش، قال صدام إن أبو هيثم (أحمد حسن البكر) هو الذي كان له صوت أقوى من داود الذي لم يكون له صوت حقيقي. وقال صدام إن قوات الحماية الرئاسية وهي الحرس الجمهوري كانت تتكون من ثلاث فرق: المدرعة والمشاة والقوات الخاصة. وكانت مسؤولية العقيد داود عدم الاصطدام أو الاشتباك مع الفرقة المدرعة. وكان ذلك هو دوره فقط. وقال صدام: «كنا نسيطر على الفرقة المدرعة وقد قمت بقيادة دبابة وأطلقت النار على القصر الرئاسي. ومن الناحية العملية، فقد كان يمكننا القيام بذلك دون كل من داود ونايف».
وأضاف صدام: «وصلتنا أخبار بعد الظهر قبل الهجوم بأن نايف كان يرغب في الانضمام إلى الثورة. ويبدو أن داود أخبره عن خططنا على الرغم من أننا طلبنا من داود الحفاظ على سرية خططنا. وفي أولى مراحل الثورة، اكتشفنا أن نايف وداود كانا يخططان فيما بينهما وأنهما كانا على اتصال بمسؤولين آخرين خارج خط اتصالنا. ولذا، فقد عزلناهما يوم 31 يوليو (تموز). وقد كنت أنا من تولى هذه العملية».
وفي جلسة الاستجواب السابعة في 18 فبراير (شباط) 2004 يواصل صدام شرح علاقته بكل من سعدون شاكر وعبد الكريم الشيخلي ويقول إن شاكر يعد مثالا على عضو في حزب «البعث» «وزع قدراته» فيما يقول إن الشيخلي فشل في تقبل النقد وقررت القيادة طرده.
وقال صدام إن تولي القيادة من أصعب المهام في الحياة. وأعرب عن وجهة نظره بأن أي شخص باستطاعته قيادة أعضاء الحزب والجماهير، سيتميز بالكفاءة في المنصب المخول إليه. وأضاف أن أعضاء الحزب خاضوا «محاولات»، بعضها نجح والآخر فشل. وقد استمر أعضاء الحزب في مناصبهم حتى اللحظة التي فاقت مسؤوليات مناصبهم قدراتهم الفردية، عند هذه النقطة، كان يتم استبدالهم. بالنسبة لأعضاء الحزب ذوي الخلفيات العسكرية، نوه صدام بأن تلك الخبرة العسكرية كانت محدودة ولم تترجم بالضرورة إلى عنصر مفيد في إدارة الشؤون الحكومية.
* صدام عن انقلاب يوليو 1968: طارق عزيز رفيق قديم يحظى بالاحترام لكنه لم يكن أحد الثوار
* قال إن الدوري ورمضان كانا منخرطين في الثورة منذ البداية وتصارعا فيما بينهما
* محضر جلسة الاستجواب الخامسة 15 فبراير (شباط) 2004
* قبل طرح أية أسئلة، أفاد صدام بأنه يرغب في طرح سؤال. وبعد ذلك سأل عن أي نوع من التغييرات حدث في العالم، على سبيل المثال ما يحدث في الصين وروسيا وفي السياسات الدولية. فقال المحقق إنه لم تحدث تغييرات كبيرة، وأن هناك جهودا لإعادة بناء العراق وأن ذلك يتضمن دعما من كل من روسيا والصين وأن الأمور تسير بصورة سريعة. وبعد ذلك أفاد صدام بأنه منذ أن كان في السجن لمدة شهر أو اثنين، لم تكن لديه صورة عما يحدث. وأشار إلى أنه كان ينوي طرح هذا السؤال على المحقق قبل يومين. ثم تحدث صدام عن أحد الأفلام التي شاهدها التي تقوم على رواية «قصة مدينتين» التي قرأها منذ وقت طويل حيث كانت هذه الرواية تتناول سجن أحد البريطانيين في سجن فرنسي ولم يكن على دراية بما يحدث في العالم الخارجي. وحسبما أفاد صدام، فقد كان مؤلف هذه القصة ناقدا للسلطات الفرنسية بسبب هذه المعاملة. وأشار صدام إلى أنه لم يتغير شيء منذ ذلك الوقت. وقد أجاب المحقق بأنه «عبر الوقت، تغيرت بعض الأشياء، ولم تتغير أشياء أخرى».
ثم أخبر المحقق صدام بأن جلسة اليوم سوف تكون حوارا حول استيلاء حزب البعث على السلطة في عام 1968، وعلى وجه الخصوص سيكون الحوار حول محاولة التفريق بين ما هو واقعي وما هو خيالي. وقد أجاب صدام بأنه في واقع الأمر، كان العراق في عام 1968 يعيش بصورة بدائية ولم يستطع التقدم بصورة جادة إلا من خلال مفهومين. أولهما إدراك أن هذا البلد له حضارة تاريخية قديمة. والمفهوم الثاني كان يدور حول أن العراق استطاع التعلم من خلال تجربة الأساليب التي تتبعها بقية دول العالم. وطبقا لذلك، فقد سافر صدام وغيره إلى بلاد عربية أخرى. وبمقارنة أنفسهم بغيرهم من مواطني هذه الدول، فقد اكتشفوا أن القاهرة ودمشق كانتا متقدمتين كثيرا على بغداد. وكان لدى صدام العديد من الأصدقاء الذين سافروا إلى دمشق وكانوا يعتقدون أن العراق يمكن أن يصل إلى المستوى الذي وصلت إليه دمشق من التقدم، لكنهم لم يتصوروا أن يصل إلى مستوى التقدم في القاهرة. وكانت القدرة الصناعية العراقية في ذلك الوقت مقصورة على صناعة البطاطين وتشغيل مصنع لقصب السكر في كربلاء الذي كان يحتاج إلى استيراد المواد التي يعمل بها. وبغض النظر عن هذين المجالين، كانت هناك محاولات قليلة بسيطة للصناعة في مجالات أخرى. ومع ذلك، فقد كان لدى العراق الدافع والحماس للتطور. وقد نجم عن المحاولات الأولى بعض الأخطاء، ولكن تم تداركها وعلاجها. ومع مسيرة التقدم، استمر إرسال الأفراد إلى البلاد المجاورة لكسب الخبرات. وكان من الدول التي زارها صدام وغيره: الاتحاد السوفياتي وفرنسا وإسبانيا وإيران وتركيا وكافة الدول العربية. ومن بين جميع هذه الدول، كان صدام يعتقد أن الاتحاد السوفياتي كان الأقرب إلى العراق فيما يتعلق بالنواحي الاجتماعية للشعب. ومع ذلك، لم يكن ذلك يعني أن صدام كان يأخذ أحد الجانبين الشرقي أو الغربي. وقد أفاد صدام بأنه في الوقت الذي كان ينظر فيه إلى الأساليب التي يعيش بها الآخرون إلا أننا «لا ننسى أننا عرب وعراقيون وأن للعراقيين أسلوبهم الخاص بهم الذي يربط بينهم وبين العرب الآخرين». وأضاف صدام: «بالنظر إلى سعينا نحو التطور، فإننا حاولنا ذلك في كافة المجالات بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والتقنية والصناعية».
وفي ما يتعلق باستيلاء حزب البعث على السلطة أفاد صدام بأنهم حصلوا على المساعدة من أفراد الجيش الذين كانوا أعضاء في الحزب. كما أفاد أيضا بأن العقيد إبراهيم عبد الرحمن داود والعقيد عبد الرزاق نايف اللذين لم يكونا عضوين في حزب البعث، لم يلعبا دورا هاما في السماح بالاستيلاء على السلطة دون مقاومة أو إراقة دماء. وأفاد صدام بأن قرار عدم إراقة الدماء تم بناء على طلبه، حيث كان يعتقد أنه «علينا أن ننسى الماضي وألا نريق المزيد من الدماء». وقد قال إن هذا الموضوع قد تمت مناقشته في اجتماع داخل منزل وزير الصحة الدكتور مصطفى. وقد اختلف القليل من الأعضاء مع صدام لا سيما أعضاء حزب البعث الذين تم تعذيبهم من قبل النظام السابق وكانوا يرغبون في الثأر. وقد ثار حوار قال فيه صدام إنه قد تم تعذيبه هو أيضا. وفي نهاية الأمر، تم التوصل إلى اتفاق على أنه لن تكون هناك إراقة للدماء. وكدليل على احترام ذلك القرار، أشار صدام إلى أن البعثيين لم يؤذوا الرئيس عبد الرحمن عارف ولكنهم نفوه فقط. وبالإضافة إلى ذلك، قال إن حزبه اتخاذ قرارا بإطلاق سراح المعتقلين من جميع الأحزاب بمن فيهم القوميون والشيوعيون. وفيما يتعلق بالعقيد داود والعقيد نايف، فقد أشار صدام إلى اختيار عدم إيذائهم كذلك، والاكتفاء بمجرد نفيهم. وعندما تم سؤاله عن دور العقيد داود في الجيش، قال صدام إن أبو هيثم (أحمد حسن البكر) هو الذي كان له صوت أقوى من داود الذي لم يكون له صوت حقيقي. وقال صدام إن قوات الحماية الرئاسية وهي الحرس الجمهوري كانت تتكون من ثلاث فرق: المدرعة والمشاة والقوات الخاصة. وكانت مسؤولية العقيد داود عدم الاصطدام أو الاشتباك مع الفرقة المدرعة. وكان ذلك هو دوره فقط. وقال صدام: «كنا نسيطر على الفرقة المدرعة وقد قمت بقيادة دبابة وأطلقت النار على القصر الرئاسي. ومن الناحية العملية، فقد كان يمكننا القيام بذلك دون كل من داود ونايف».
وأضاف صدام: «وصلتنا أخبار بعد الظهر قبل الهجوم بأن نايف كان يرغب في الانضمام إلى الثورة. ويبدو أن داود أخبره عن خططنا على الرغم من أننا طلبنا من داود الحفاظ على سرية خططنا. وفي أولى مراحل الثورة، اكتشفنا أن نايف وداود كانا يخططان فيما بينهما وأنهما كانا على اتصال بمسؤولين آخرين خارج خط اتصالنا. ولذا، فقد عزلناهما يوم 31 يوليو (تموز). وقد كنت أنا من تولى هذه العملية».