لايخفى على الجميع إن الإعلام هو علم قائم بحد ذاته ويتألف الإعلام من عدد من الفنون والعلوم المرتبطة ترابط فني وموضوعي والهدف الرئيسي منها هو إيصال المعلومة إلى الآخرين بعدد واسع جدا من الأساليب وقد تطور الأعلام من نقل الإشارات والأفكار بالطرق البدائية إلى أن وصلنا على استخدام الشبكة العنكبوتية أو الانترنيت .
إن نقل المعلومة تتم بطرق وفنون متعددة منها الفنون المرئية والصوتية والكتابية وموضوع مقالنا هو عن النقل المعلومة بالطرق الكتابية أو فن المقالة والمقالة تنقسم وتتشعب إلى عدد من التصنيفات حالها حال فنون الأعلام الأخرى فمن المقالة الجادة إلى المقالة الرصينة إلى المقالة العلمية والمقالة الفنية لتصل إلى المقالة الساخرة أو الفكاهية وهذه بدورها تنقسم إلى أجزاء ومسميات عديدة فالمقالة الساخرة تعتبر من أصعب المقالات وأكثرها خطورة فهي فن قائم بحد ذاته ويقسم الخبراء في هذا الفن المقالة الساخرة إلى نوعيين رئيسيين وهما المقالة البناءة والمقالة الهدامة فالمقالة الساخرة الهدامة المقصود منها تسقيط الأخريين بتكبير أو تضخيم عيوبهم وحتى إضافة عيوب لايمتلكها الأخريين أو هدف المقالة وهي تأتي لتصفية حسابات بين الجهة التي وراء المقالة ضد الهدف المراد تسقيطه بالمقالة وهذه النوعية من المقالات مستهجنه وغير مرغوب بها
أما النوع الأخر من المقالات فهي المقالات المبنية على أساس النقد البناء وهي أظهار العيوب والإشكالات بالشخصية المستهدفة بالمقالة أو الظاهرة المستهدفة من المقالة والمطلوب من هكذا مقالات هو التنبيه وليس التشهير بقصد الإساءة قد يفهم الأخريين الذين لايملكون روحية النقد أو تقبل ألراءي الأخر على أن العملية هي عملية تسقيطية وقد تأخذهم العزة بالإثم فتراهم يصرون على أنهم الصحيح والأخريين هم الخطأ وهؤلاء لايئمنون بالنظرية القائلة بان الإنسان عليه أن يرى نفسه بعيون الآخرين وتجد هذا النوع من الأشخاص اغلبهم من هو مصاب بالنرجسية سواء كانت الفكرية أو حتى النرجسية الثورية فتراه يستصعب الرائي المقابل أو لأنه يتكلم باسم الثورية فعلى الأخريين التغاضي عن أخطأه أو تصرفاته الغير مقبولة للمجتمع وانه فوق النقد على الرغم أن اغلب الحركات الثورية أو الأحزاب التقدمية تجعل النقد والنقد الذاتي هو من أولويات الممارسة الحزبية أو الثورية
ومن أقوال الأستاذ المؤسس : من المهم جدا أن نعود دوما إلى أنفسنا بالنقد الذاتي حذرا وحيطة لكي نهدم بعد كل خطوة نخطوها ما يعلق بنا من اصطناع وتزييف وتقليد اذ ليس أسهل من أن يستسلم الإنسان للتقليد والتزييف لأن فيهما الراحة والكسل. فالحركة الصادقة الحية هي التي تبقى في صراع مستمر مع نفسها كما هي في صراع مستمر مع أعدائها ومع الاوضاع والقيم الفاسدة التي عليها ان تحطمها.
وأعود إلى أهمية المقالة الساخرة أو النقدية ولكي أكون منصفا اقو لان السخرية الشخصية غير مطلوبة بقدر إن يوجه النقد إلى الفعل أو القول أو التصرف الخارج عن المألوف والتاريخ يطالعنا بعدد كبير جدا ومهم من الكتاب الذين برعوا بهذا الفن وهم من أعلام الأدب العربي والعالمي وعلى سبيل المثال لا الحصر اذكر منهم مارك توين الكاتب المعروف والذي كان من عمالقة الفن الساخر وهو مؤلف لعدد من القصص والشخصيات التي دخلت الأدب العالمي مغامرات توم سوير (1876م)؛ مغامرات هوكلبيري فين (1884م) فتلك الشخصيتين كانتا تمثلان واقعا تمرد عليه مارك توين وسخر منه وله الكثير الكثير من المقالات الساخرة ومن أقواله المشهورة : خطيئتنا عظيمة تجللنا بالعار ...نحن مخلوقات تعسة تعرف ضعفها الإنساني ، ولو خضنا تلكم السبل الوعرة ثانية فلسوف يكون الفشل نصيبنا
أما اينشتاين وهو معروف كعالم جاد فله مقولة مشهورة ساخرة يقول بها :
Insanity: doing the same thing over and over again and expecting different results
جورج برنارد شو من الكتاب الساخرين الكبار في العالم ايرلندي الأصل وله الكثير من الكلمات التي أصبحت جزاء من التراث الإنساني الخالد ومنها
سألته احد النساء عن سبب طول لحيته على الرغم من انه أصلع فقال هذا ناتج عن غزارة الإنتاج وسؤ التوزيع
وقال أيضا
"اللوحة التي سأنقذها بحال نشوب حريق في المعرض الوطني هي اللوحة الأقرب للباب بالطبع".
"الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يثير رعبي.. بينما لا يشكل الأسد الشبعان أي أذى؛ فليس لديه أي مذاهب أو طوائف أو أحزاب..".
أن الرجل العاقل يتكيف مع العالم ، اماالرجل الغير عاقل يحاول تكييف العالم معه.فتقدم المجتمعات إذا" يعتمد على الرجل الغير عاقل"
لو كان لديك تفاحة ولدي تفاحة مثلها وتبادلناهما فيما بيننا سيبقى لدى كل منا تفاحة واحدة. لكن لو كان لديك فكرة ولدي فكرة وتبادلنا هذه الأفكار، فعندها كل منا سيكون لديه فكرتين".
وغيرهم الكثير وعلى صعيد العالم العربي فقد لمعت أسماء كبيرة في هذا المجال ومنهم محمود السعدني الذي عمل في مجلة " الكشكول " التي أصدرها مأمون الشناوي و تتلمذ على يديه إلى أن أغلقت أبوابها. ثم عمل في عدد من الجرائد بالقطعة مثل جريدة " المصري " لسان حال حزب الوفد و عمل أيضاً في دار الهلال. كما أصدر و رسام الكاريكاتير طوغان مجلة هزلية سرعان ما أغلقت أبوابها بعد صراع مع الرقابة و شركات التوزيع .
كما يقول محمود السعدني فإن القذافي حاول التوسط له عند السادات إلا أن السادات رفض وساطته و قال " أن السعدني قد أطلق النكات علىّ و على أهل بيتي ( زوجته جيهان السادات ) و يجب أن يتم تأديبه و لكني لن أفرط في عقابه " .
و بعد قرابة العامين في السجن أفرج عن السعدني و لكن صدر قرار جمهوري بفصلة من صباح الخير و منعه من الكتابة بل و منع ظهور اسمه في أي جريدة مصرية حتى في صفحة الوفيات
السعدني حكاء عظيم و يمتاز بخفة ظلة كما أن تجربته في الحياة ثرية للغاية و له العديد من الكتب التي تناولت مواضيع متنوعه منها :
مسافر على الرصيف : صور متنوعه عن بعض الشخصيات الأدبية و الفنية التي عرفها ملاعيب الولد الشقي : مذكرات ساخرة السعلوكي في بلاد الإفريكي : رحلات إلى إفريقيا . الموكوس في بلد الفلوس : رحلة إلى لندن وداعاً للطواجن : مجموعة مقالات ساخرة رحلات أبن عطوطه : رحلات متنوعه أمريكا يا ويكا : رحلة إلى أمريكا تمام يا فندم: مجموعة من المقالات المجمعة في كتاب
وكذلك اشتهر الكاتب السوداني جعفر عباس وهو ايضا من الكتاب الساخريين و جعفر عباس يكتب مقالات ساخرة في اعمدة تحمل "زاوية منفرجة" و"زاوية حادة" و"زاوية غائمة" و"زاوية معكوسة" نشر مقالاته في صحف قطر: الشرق والراية والوطن وفي مجلات تصدر في لندن: المشاهد السياسية والمجلة ثم صحيفة القدس العربي ولديه حاليا عمود في الصفحة الثانية في جريدة حكايات السودانية التابعة لصحيفة الرأي العام، وأصدر عام 1994 كتاب "زوايا منفرجة" كما أصدر كتاباً آخر عام 2008 يحمل اسم "زوايا منفرجة واخرى حادة" .
كما اشتهر ناجي العلي ككاتب ساخر ولو شهرته كرسام طغت بشكل كبير على كتاباته وابتداعه لشخصية حنظلة المشهورة حنظلة الواقف على كل المشاهد التي رسمها ناجي العلي
أما على صعيد العراق فلا يخفى على احد الكاتب الرائع نوري ثابت مخترع شخصية حبزبوز تلك الشخصية الأسطورية في الصحافة العراقية الذي بدأ حياته الصحفية بكتاباته الهزلية الساخرة بجريدة الكرخ بأسم مستعار (خجه خان),ثم كتبه مقالات سياسية واجتماعية شديدة السخرية في جريدة البلاد وبأسم مستعار (أ. حبزبوز) .
إن نقل المعلومة تتم بطرق وفنون متعددة منها الفنون المرئية والصوتية والكتابية وموضوع مقالنا هو عن النقل المعلومة بالطرق الكتابية أو فن المقالة والمقالة تنقسم وتتشعب إلى عدد من التصنيفات حالها حال فنون الأعلام الأخرى فمن المقالة الجادة إلى المقالة الرصينة إلى المقالة العلمية والمقالة الفنية لتصل إلى المقالة الساخرة أو الفكاهية وهذه بدورها تنقسم إلى أجزاء ومسميات عديدة فالمقالة الساخرة تعتبر من أصعب المقالات وأكثرها خطورة فهي فن قائم بحد ذاته ويقسم الخبراء في هذا الفن المقالة الساخرة إلى نوعيين رئيسيين وهما المقالة البناءة والمقالة الهدامة فالمقالة الساخرة الهدامة المقصود منها تسقيط الأخريين بتكبير أو تضخيم عيوبهم وحتى إضافة عيوب لايمتلكها الأخريين أو هدف المقالة وهي تأتي لتصفية حسابات بين الجهة التي وراء المقالة ضد الهدف المراد تسقيطه بالمقالة وهذه النوعية من المقالات مستهجنه وغير مرغوب بها
أما النوع الأخر من المقالات فهي المقالات المبنية على أساس النقد البناء وهي أظهار العيوب والإشكالات بالشخصية المستهدفة بالمقالة أو الظاهرة المستهدفة من المقالة والمطلوب من هكذا مقالات هو التنبيه وليس التشهير بقصد الإساءة قد يفهم الأخريين الذين لايملكون روحية النقد أو تقبل ألراءي الأخر على أن العملية هي عملية تسقيطية وقد تأخذهم العزة بالإثم فتراهم يصرون على أنهم الصحيح والأخريين هم الخطأ وهؤلاء لايئمنون بالنظرية القائلة بان الإنسان عليه أن يرى نفسه بعيون الآخرين وتجد هذا النوع من الأشخاص اغلبهم من هو مصاب بالنرجسية سواء كانت الفكرية أو حتى النرجسية الثورية فتراه يستصعب الرائي المقابل أو لأنه يتكلم باسم الثورية فعلى الأخريين التغاضي عن أخطأه أو تصرفاته الغير مقبولة للمجتمع وانه فوق النقد على الرغم أن اغلب الحركات الثورية أو الأحزاب التقدمية تجعل النقد والنقد الذاتي هو من أولويات الممارسة الحزبية أو الثورية
ومن أقوال الأستاذ المؤسس : من المهم جدا أن نعود دوما إلى أنفسنا بالنقد الذاتي حذرا وحيطة لكي نهدم بعد كل خطوة نخطوها ما يعلق بنا من اصطناع وتزييف وتقليد اذ ليس أسهل من أن يستسلم الإنسان للتقليد والتزييف لأن فيهما الراحة والكسل. فالحركة الصادقة الحية هي التي تبقى في صراع مستمر مع نفسها كما هي في صراع مستمر مع أعدائها ومع الاوضاع والقيم الفاسدة التي عليها ان تحطمها.
وأعود إلى أهمية المقالة الساخرة أو النقدية ولكي أكون منصفا اقو لان السخرية الشخصية غير مطلوبة بقدر إن يوجه النقد إلى الفعل أو القول أو التصرف الخارج عن المألوف والتاريخ يطالعنا بعدد كبير جدا ومهم من الكتاب الذين برعوا بهذا الفن وهم من أعلام الأدب العربي والعالمي وعلى سبيل المثال لا الحصر اذكر منهم مارك توين الكاتب المعروف والذي كان من عمالقة الفن الساخر وهو مؤلف لعدد من القصص والشخصيات التي دخلت الأدب العالمي مغامرات توم سوير (1876م)؛ مغامرات هوكلبيري فين (1884م) فتلك الشخصيتين كانتا تمثلان واقعا تمرد عليه مارك توين وسخر منه وله الكثير الكثير من المقالات الساخرة ومن أقواله المشهورة : خطيئتنا عظيمة تجللنا بالعار ...نحن مخلوقات تعسة تعرف ضعفها الإنساني ، ولو خضنا تلكم السبل الوعرة ثانية فلسوف يكون الفشل نصيبنا
أما اينشتاين وهو معروف كعالم جاد فله مقولة مشهورة ساخرة يقول بها :
Insanity: doing the same thing over and over again and expecting different results
جورج برنارد شو من الكتاب الساخرين الكبار في العالم ايرلندي الأصل وله الكثير من الكلمات التي أصبحت جزاء من التراث الإنساني الخالد ومنها
سألته احد النساء عن سبب طول لحيته على الرغم من انه أصلع فقال هذا ناتج عن غزارة الإنتاج وسؤ التوزيع
وقال أيضا
"اللوحة التي سأنقذها بحال نشوب حريق في المعرض الوطني هي اللوحة الأقرب للباب بالطبع".
"الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يثير رعبي.. بينما لا يشكل الأسد الشبعان أي أذى؛ فليس لديه أي مذاهب أو طوائف أو أحزاب..".
أن الرجل العاقل يتكيف مع العالم ، اماالرجل الغير عاقل يحاول تكييف العالم معه.فتقدم المجتمعات إذا" يعتمد على الرجل الغير عاقل"
لو كان لديك تفاحة ولدي تفاحة مثلها وتبادلناهما فيما بيننا سيبقى لدى كل منا تفاحة واحدة. لكن لو كان لديك فكرة ولدي فكرة وتبادلنا هذه الأفكار، فعندها كل منا سيكون لديه فكرتين".
وغيرهم الكثير وعلى صعيد العالم العربي فقد لمعت أسماء كبيرة في هذا المجال ومنهم محمود السعدني الذي عمل في مجلة " الكشكول " التي أصدرها مأمون الشناوي و تتلمذ على يديه إلى أن أغلقت أبوابها. ثم عمل في عدد من الجرائد بالقطعة مثل جريدة " المصري " لسان حال حزب الوفد و عمل أيضاً في دار الهلال. كما أصدر و رسام الكاريكاتير طوغان مجلة هزلية سرعان ما أغلقت أبوابها بعد صراع مع الرقابة و شركات التوزيع .
كما يقول محمود السعدني فإن القذافي حاول التوسط له عند السادات إلا أن السادات رفض وساطته و قال " أن السعدني قد أطلق النكات علىّ و على أهل بيتي ( زوجته جيهان السادات ) و يجب أن يتم تأديبه و لكني لن أفرط في عقابه " .
و بعد قرابة العامين في السجن أفرج عن السعدني و لكن صدر قرار جمهوري بفصلة من صباح الخير و منعه من الكتابة بل و منع ظهور اسمه في أي جريدة مصرية حتى في صفحة الوفيات
السعدني حكاء عظيم و يمتاز بخفة ظلة كما أن تجربته في الحياة ثرية للغاية و له العديد من الكتب التي تناولت مواضيع متنوعه منها :
مسافر على الرصيف : صور متنوعه عن بعض الشخصيات الأدبية و الفنية التي عرفها ملاعيب الولد الشقي : مذكرات ساخرة السعلوكي في بلاد الإفريكي : رحلات إلى إفريقيا . الموكوس في بلد الفلوس : رحلة إلى لندن وداعاً للطواجن : مجموعة مقالات ساخرة رحلات أبن عطوطه : رحلات متنوعه أمريكا يا ويكا : رحلة إلى أمريكا تمام يا فندم: مجموعة من المقالات المجمعة في كتاب
وكذلك اشتهر الكاتب السوداني جعفر عباس وهو ايضا من الكتاب الساخريين و جعفر عباس يكتب مقالات ساخرة في اعمدة تحمل "زاوية منفرجة" و"زاوية حادة" و"زاوية غائمة" و"زاوية معكوسة" نشر مقالاته في صحف قطر: الشرق والراية والوطن وفي مجلات تصدر في لندن: المشاهد السياسية والمجلة ثم صحيفة القدس العربي ولديه حاليا عمود في الصفحة الثانية في جريدة حكايات السودانية التابعة لصحيفة الرأي العام، وأصدر عام 1994 كتاب "زوايا منفرجة" كما أصدر كتاباً آخر عام 2008 يحمل اسم "زوايا منفرجة واخرى حادة" .
كما اشتهر ناجي العلي ككاتب ساخر ولو شهرته كرسام طغت بشكل كبير على كتاباته وابتداعه لشخصية حنظلة المشهورة حنظلة الواقف على كل المشاهد التي رسمها ناجي العلي
أما على صعيد العراق فلا يخفى على احد الكاتب الرائع نوري ثابت مخترع شخصية حبزبوز تلك الشخصية الأسطورية في الصحافة العراقية الذي بدأ حياته الصحفية بكتاباته الهزلية الساخرة بجريدة الكرخ بأسم مستعار (خجه خان),ثم كتبه مقالات سياسية واجتماعية شديدة السخرية في جريدة البلاد وبأسم مستعار (أ. حبزبوز) .