عندما اصبح الطبيب في العراق فصيلة مهددة بالانقراض
د.. يونس حنون
سقط الصنم في نيسان 2003.... وتم اختصار مشاعر معظم العراقيين بالمشهد الشهير لنعال ابو تحسين ،وفي تلك اللحظات اطلق العديد منا(وانا منهم) ا لمخيلته العنان ونحن نفكر باليابان والمانيا وكيف اصبحتا بعد دخول امريكا اليهما ،وبدأت تداعب منظومة التمنيات في عقولنا مشاهد جميلة لشوارع معلقة وانفاق تحت الماء وجسور القطارات تمشي بالطاقة الذرية وعمارات شاهقة ووو... ووصل الامر الى تخيل الحصة التموينية وكيف ستشتمل على الكورن فليكس والماكنتوش والبلاك ليبل ،حتى بدأنا نفيق عندما بدأت مشاهد النهب والحرائق و صور الغوغاء وهي تسرق وتنهب وتخرب وتدمر بالظهور في الفضائيات .....ماهذا الذي يحدث؟وكيف سمحت القوات الامريكية التي اسقطت الطاغية بكل جبروته لمجاميع من الاوغاد ان تسرح وتمرح في شوارع بغداد حاملة ما تيسر من الغنائم بل ويظهر منهم من يتفاخر بهذه العمليات على الشاشات!
وقلنا ميخالف .....انطو شوية صبر ، انها فورة الفرح العارم بسقوط الصنم، و مشاعر غضب مستعرة في الصدور منذ سنين انطلقت من عقالها ، وليست سوى ايام ويتسلم المخلصون زمام الامور ليبدأوا باعادة الاعمار الذي يتحدثون عنه كل يوم في الإذاعات
وفي حينها بدأت مودة خطف الاطباء ومطالبة اهاليهم بدفع الفدية اذا ارادوا ان يعاد المخطوف حيا" بدون تفصيخ ،اكثر من مائتي طبيب وجدوا انفسهم في قبضة عصابات تقوم بعملياتها جهرا" وامام الناس دون ان يجرؤ احد على التدخل ،وقد اكد العديد من الضحايا ان خاطفيهم كانوا يرتدون ملابس رجال الشرطة ويقودون سيارات الشرطة ، وعادة ما كان المخطوف يتعرض الى الضرب المبرح كي يقر بما يمتلكه من اموال ،ولم يقتصر ذلك على الاطباء بل بدأ يشمل الطبيبات ايضا" في انحطاط اخلاقي لم يشهده البلد سابقا" ،كل ذلك والمسؤؤلون في الحكومة و الاجهزة الامنية يكتفون بالفرجة بل بنصح العوائل سرا"بالاستجابة لطلبات الخاطفين حفاظا" على حياتهم ،وربما نصحوا الخاطفين بتخميس اموال الفديات حتى تصير حلال وبركة ...
لا والله عقوبات صدام جانت ارحم بالاطباء....
وعندما تم تشكيل مجلس الحكم انتبهنا قليلا" الى ان الديمقراطية قد تبنت مبدأ جديد عليها وعلينا اسمه المحاصصة ،لكننا افترضنا حسن النية وقلنا :بعد الانتخابات ما صارت ... فلا يوجد اسلوب آخر لتقاسم السلطة في البداية .....وخلي نشوف شراح يصير ...
قالوا:لك هاي شنو؟ اشو عمايم ولحى ومحابس وعكل بمجلس الحكم ،شنو القضية ، مو هذولة رموز طائفية وفئوية ....شلون يصير واحنا بعصر الديمقراطية اللي نحتاج فيه الى تكنوقراط ومختصين حتى يبنون البلد !
قلنا:يمعودين لا تستعجلون ،شوفو بمجلس الحكم حطو 5 اطباء من مجموع 25 عضو يعني الامريكان ناطين حصة جبيرة للمثقفين ( ولم نكن نعلم في حينها ان العلم والشهادة والاختصاص ستخر راكعة وتنضرب جلاق امام هجمة طيور الظلام ومرتزقة الدين من السماحات الذين يقطرون سما" واحقادا" على التحضر والتطور وحرية الفكر والتعبير ، لكن هذا موضوع آخر...)
كان هناك الدكتور ابراهيم الجعفري الذي اشاع بعض مريديه انه طبيب اختصاصي في لندن يعني شايف دنيا وجاي بخبرات حضارية تفيد البلد ،(بس ياجماعة ترة حجية نصة ما ينفهم، اشو عبالك روزةخون )،ثم تبين ان الدكتور كان يشتغل حملةدار في لندن وان علاقته بالطب مقطوعة منذ عقود ،وانه استبدل السماعة بالمحبس الشذر وشهادته العلمية باجازة ممارسة الوعظ وثرم بصل التقوى براس المساكين ،حقة يا جماعة الطب صاير ما يوكل خبز ! وكان الطبيب الثاني (ومايزال) الدكتور موفق الربيعي الذي لا يترك مناسبة من غلاء اسعار الطماطة الى اعدام صدام الا ويظهر على التلفاز ليصرح تصريحات تجعلك تترحم على مسيلمة الكذاب ،(تعرفون شكال عليه بريمر؟.....يمعود خليهة سنطة!) ،وكانت هناك الدكتورة رجاء الخزاعي والتي صرحت في احدى المقابلات انها اشرفت على توليد ....شكد تتوقعون بللة؟ مليون امرأة ! اي والله مليون ...يعني لو افترضنا ان كل عملية توليد تستغرق ساعة مو اكثر ،ولو افترضنا ان الدكتورة المحترمة ما تنام لاليل ولانهار ولا تاخذ عطلة ولا اجازة فانها ستحتاج الى اكثر من مائتي عام لتقوم بكل هذه الولادات ،هم معلينا......وعفية عليها كان لها دور في اسقاط قرار ملا عبد العزيز الحكيم بإلغاء قانون الأحوال الشخصية (بس يعني جان لازم تبوسين جورج بوش من زرتي القصر الابيض ؟مو انتي محجبة وخايفة الله ماجان انسب لو بس تصافحيه؟او العفو جنتي متوضية ؟لا حقج!) والدكتور الرابع كان محمود عثمان وهو سياسي كردي يدعي الاستقلالية رغم ان الكل يعرف انه كان الطبيب الخاص للملا مصطفى البرزاني وانه جاء الى بغداد بعد توقيع اتفاق الحكم الذاتي لكردستان في 11 آذار عام1970 بصحبة مسعود وادريس نجلي البارزاني والقى خطابا" في ساحة التحرير أعلن فيه ان البيشمةركة سيوحدون جهودهم منذ ألان مع الجيش العراقي لتحرير فلسطين! لا تدير بال كاكة هسة منو بحال فلسطين ؟
وكان الطبيب الخامس الدكتور اياد علاوي والذي كان في تصوري الاكثر شعبية لدى المثقفين من بين الاطباء الخمسة لانعدام النفس الطائفي لديه ولكون طروحاته اكثر دعوة الى الوحدة الوطنية ورفض تسلط القيادات الدينية الطارئة على المشهد السياسي، وحارب المارقين والبلطجية في كربلاء والفلوجة دون تمييز ،ولذا طلعولة الربع فتوى بالانتخابات انه اللي ينتخب علاوي تحرم عليه مرته، وجماعتنا وين يكدرون بلا فراش ! كهرباء ماكو وتلفزيون ماكو....... هل مرة تفريغ السموم هم ماكو؟لعد واحدنا شيسوي ورة ساعة ثمانية بالليل؟ ياعلاوي يا بطيخ ... تروح القائمة العراقية كلها فدوة لام الجهال !
وعندما شكلت اول وزارة عراقية بعد السقوط كانت الصحة من حصة حزب الدعوة ،وجيء بالدكتور خضير عباس من انكلترة لتولي المهام الوزارية ،ورغم ان الرجل لم يحاول اظهار طائفيته بشكل سافر لكن في زمانه كانت جميع مديريات الوزارة وعددها ثمانية تدار من قبل ربعنا الشيعة (هسة افتهمنا مظلومية بس مو هالثخن ،يعني حتى بوقت صدام جان اكو 6 لو7 وزراء شيعة!)، وقد قيل انه عندما طالب السفير بريمر الدكتور خضير بإشراك السنة والنساء والأكراد في المناصب الإدارية الكبرى طلب من جماعته ترشيح طبيبة كردية لاحدى المديريات ليستطيع ان يقول انه اعطى حصصا" للاكراد وللسنة وللمرأة وهي في الحقيقة حصة واحدة !
وجاء بعده الدكتور علاء الدين العلوان وهو من الكفاءات العلمية المعروفة وسبق له العمل مع منظمة الصحة العالمية ،ولكنه علماني أي لا مكان له في بلد الأئمة والشهداء فازيح مع فشل الدكتور علاوي في الانتخابات ، لتبدأ الحقبة المقتداوية في الوزارة والتي شهدت امتلاء جدران الوزارة بصور وشعارات دينية طائفية ولتصبح الصحة اكبر مرتع لشذاذ الافاق ولتشهد اغرب عمليات قتل للعاملين في الوزارة من جماعة ذاك الصوب مثل الدكتور علي المهداوي الذي دخل لحضور اجتماع لمدراء الصحة في ديوان الوزارة ولم يخرج لحد الان ، رد عليها اخوتنا السنة بقتل اي موظف من ربعنا يتعين بمستشفى النعمان ومنهم المرحوم الدكتور عبدالله صاحب .
وكان الوزير الصدري الأول مجرد العوبة بيد قادة التيار بحيث انطبق عليه القول ( اذا حضر لا يعد واذا غاب لا يفتقد) والدليل اني نسيت اسمه ،تلاه بعد ذلك علي الشمري الذي نال شرف تولي الوزارة بسبب كفاءته الحوزوية لا الطبية اذ انه كان طبيب والد مقتدى السيد محمد الصدر وفي عهد علي الشمري اصبح العمل في الوزارة مرهونا" برضا وكيل الوزارة الذي تبين انه قتال قتلة ولا يزال معتقلا" لدى القوات الأمريكية للتحقيق معه ،واغلب ظني انه سيبقى كذلك الى حين خروج القوات من العراق حيث سيطلق سراحه ويعود كمناضل قاوم المحتل وابوك الله يرحمة وانته هم الله يرحمك اذا اعترضت! وكانت المفارقة عندما فر السيد الوزير طبيب المولى المقدس الى بلاد الشيطان الاكبر وطلب حق اللجوء السياسي رغم ان في عنقه دماء العديد من العاملين في وزارة الصحة ممن تم اغتيالهم واختفوا داخل اروقة الوزارة.
هكذا توالت الأيام والأسابيع والأشهر لنكتشف اننا خدعنا خديعة كبرى عندما اوهمونا ان الديمقراطية جاءت على ظهر حاملات الطائرات لتخلصنا من الاستبداد والقمع واذا بنا نتلفت لنرى ان زمام الامور قد اصبح بيد الخفافيش التي اخرجها المحتل من الكهوف والسراديب لينشروا ثقافات الكراهية والتكفير والتصفية على الهوية وتحويل البلد الى موكب كبير للعزاء وانتقام من الذات والسيطرة على العقول بالخرافات .
وزاد الطين بلة دخول حثالات الوهابية من عربان بن لادن للجهاد في العراق ولكن شلون جهاد ؟ليس بمحاربة المحتل .(مو بالحيف ،هذا جهاد اكسبايرد ) بل بقتل الحلاقين وبائعي الثلج والطرشي وعمال المساطر الفقراء ووضع المفخخات في الشوارع لتفتك بالسابلة الذاهبين الى ارزاقهم وتفجير الانتحاريين لانفسهم وسط جموع الفقراء بعد ان يطمأنوا انه انحجزلهم ميز بمطعم جنات الخلد لتناول الغداء مع الرسول الكريم ،وهكذا تحول البلد الى مسرح تصفية حسابات بين قطبي التخلف الديني من عمايم وسداير واللذين يعود اليهما الفضل في كون الامة الاسلامية اليوم في اسفل سافلي سلم التحضر.
، وشيئا" فشيئا" هاجر الاطباء الاختصاصيون (بل هربوا بجلودهم )بحثا" عن الامان والحد الادنى من العيش الكريم و تجنبا" للبهذلة و قلة الاحترام ولسان حالهم قول الامام علي عليه السلام : الفقر في الوطن غربة ، فكيف اذا كان معه الخطف والقتل وحاكم الزاملي؟
وماذا بعد هذا ؟ سنحاول مناقشة ذلك في مقال قادم
د.. يونس حنون
سقط الصنم في نيسان 2003.... وتم اختصار مشاعر معظم العراقيين بالمشهد الشهير لنعال ابو تحسين ،وفي تلك اللحظات اطلق العديد منا(وانا منهم) ا لمخيلته العنان ونحن نفكر باليابان والمانيا وكيف اصبحتا بعد دخول امريكا اليهما ،وبدأت تداعب منظومة التمنيات في عقولنا مشاهد جميلة لشوارع معلقة وانفاق تحت الماء وجسور القطارات تمشي بالطاقة الذرية وعمارات شاهقة ووو... ووصل الامر الى تخيل الحصة التموينية وكيف ستشتمل على الكورن فليكس والماكنتوش والبلاك ليبل ،حتى بدأنا نفيق عندما بدأت مشاهد النهب والحرائق و صور الغوغاء وهي تسرق وتنهب وتخرب وتدمر بالظهور في الفضائيات .....ماهذا الذي يحدث؟وكيف سمحت القوات الامريكية التي اسقطت الطاغية بكل جبروته لمجاميع من الاوغاد ان تسرح وتمرح في شوارع بغداد حاملة ما تيسر من الغنائم بل ويظهر منهم من يتفاخر بهذه العمليات على الشاشات!
وقلنا ميخالف .....انطو شوية صبر ، انها فورة الفرح العارم بسقوط الصنم، و مشاعر غضب مستعرة في الصدور منذ سنين انطلقت من عقالها ، وليست سوى ايام ويتسلم المخلصون زمام الامور ليبدأوا باعادة الاعمار الذي يتحدثون عنه كل يوم في الإذاعات
وفي حينها بدأت مودة خطف الاطباء ومطالبة اهاليهم بدفع الفدية اذا ارادوا ان يعاد المخطوف حيا" بدون تفصيخ ،اكثر من مائتي طبيب وجدوا انفسهم في قبضة عصابات تقوم بعملياتها جهرا" وامام الناس دون ان يجرؤ احد على التدخل ،وقد اكد العديد من الضحايا ان خاطفيهم كانوا يرتدون ملابس رجال الشرطة ويقودون سيارات الشرطة ، وعادة ما كان المخطوف يتعرض الى الضرب المبرح كي يقر بما يمتلكه من اموال ،ولم يقتصر ذلك على الاطباء بل بدأ يشمل الطبيبات ايضا" في انحطاط اخلاقي لم يشهده البلد سابقا" ،كل ذلك والمسؤؤلون في الحكومة و الاجهزة الامنية يكتفون بالفرجة بل بنصح العوائل سرا"بالاستجابة لطلبات الخاطفين حفاظا" على حياتهم ،وربما نصحوا الخاطفين بتخميس اموال الفديات حتى تصير حلال وبركة ...
لا والله عقوبات صدام جانت ارحم بالاطباء....
وعندما تم تشكيل مجلس الحكم انتبهنا قليلا" الى ان الديمقراطية قد تبنت مبدأ جديد عليها وعلينا اسمه المحاصصة ،لكننا افترضنا حسن النية وقلنا :بعد الانتخابات ما صارت ... فلا يوجد اسلوب آخر لتقاسم السلطة في البداية .....وخلي نشوف شراح يصير ...
قالوا:لك هاي شنو؟ اشو عمايم ولحى ومحابس وعكل بمجلس الحكم ،شنو القضية ، مو هذولة رموز طائفية وفئوية ....شلون يصير واحنا بعصر الديمقراطية اللي نحتاج فيه الى تكنوقراط ومختصين حتى يبنون البلد !
قلنا:يمعودين لا تستعجلون ،شوفو بمجلس الحكم حطو 5 اطباء من مجموع 25 عضو يعني الامريكان ناطين حصة جبيرة للمثقفين ( ولم نكن نعلم في حينها ان العلم والشهادة والاختصاص ستخر راكعة وتنضرب جلاق امام هجمة طيور الظلام ومرتزقة الدين من السماحات الذين يقطرون سما" واحقادا" على التحضر والتطور وحرية الفكر والتعبير ، لكن هذا موضوع آخر...)
كان هناك الدكتور ابراهيم الجعفري الذي اشاع بعض مريديه انه طبيب اختصاصي في لندن يعني شايف دنيا وجاي بخبرات حضارية تفيد البلد ،(بس ياجماعة ترة حجية نصة ما ينفهم، اشو عبالك روزةخون )،ثم تبين ان الدكتور كان يشتغل حملةدار في لندن وان علاقته بالطب مقطوعة منذ عقود ،وانه استبدل السماعة بالمحبس الشذر وشهادته العلمية باجازة ممارسة الوعظ وثرم بصل التقوى براس المساكين ،حقة يا جماعة الطب صاير ما يوكل خبز ! وكان الطبيب الثاني (ومايزال) الدكتور موفق الربيعي الذي لا يترك مناسبة من غلاء اسعار الطماطة الى اعدام صدام الا ويظهر على التلفاز ليصرح تصريحات تجعلك تترحم على مسيلمة الكذاب ،(تعرفون شكال عليه بريمر؟.....يمعود خليهة سنطة!) ،وكانت هناك الدكتورة رجاء الخزاعي والتي صرحت في احدى المقابلات انها اشرفت على توليد ....شكد تتوقعون بللة؟ مليون امرأة ! اي والله مليون ...يعني لو افترضنا ان كل عملية توليد تستغرق ساعة مو اكثر ،ولو افترضنا ان الدكتورة المحترمة ما تنام لاليل ولانهار ولا تاخذ عطلة ولا اجازة فانها ستحتاج الى اكثر من مائتي عام لتقوم بكل هذه الولادات ،هم معلينا......وعفية عليها كان لها دور في اسقاط قرار ملا عبد العزيز الحكيم بإلغاء قانون الأحوال الشخصية (بس يعني جان لازم تبوسين جورج بوش من زرتي القصر الابيض ؟مو انتي محجبة وخايفة الله ماجان انسب لو بس تصافحيه؟او العفو جنتي متوضية ؟لا حقج!) والدكتور الرابع كان محمود عثمان وهو سياسي كردي يدعي الاستقلالية رغم ان الكل يعرف انه كان الطبيب الخاص للملا مصطفى البرزاني وانه جاء الى بغداد بعد توقيع اتفاق الحكم الذاتي لكردستان في 11 آذار عام1970 بصحبة مسعود وادريس نجلي البارزاني والقى خطابا" في ساحة التحرير أعلن فيه ان البيشمةركة سيوحدون جهودهم منذ ألان مع الجيش العراقي لتحرير فلسطين! لا تدير بال كاكة هسة منو بحال فلسطين ؟
وكان الطبيب الخامس الدكتور اياد علاوي والذي كان في تصوري الاكثر شعبية لدى المثقفين من بين الاطباء الخمسة لانعدام النفس الطائفي لديه ولكون طروحاته اكثر دعوة الى الوحدة الوطنية ورفض تسلط القيادات الدينية الطارئة على المشهد السياسي، وحارب المارقين والبلطجية في كربلاء والفلوجة دون تمييز ،ولذا طلعولة الربع فتوى بالانتخابات انه اللي ينتخب علاوي تحرم عليه مرته، وجماعتنا وين يكدرون بلا فراش ! كهرباء ماكو وتلفزيون ماكو....... هل مرة تفريغ السموم هم ماكو؟لعد واحدنا شيسوي ورة ساعة ثمانية بالليل؟ ياعلاوي يا بطيخ ... تروح القائمة العراقية كلها فدوة لام الجهال !
وعندما شكلت اول وزارة عراقية بعد السقوط كانت الصحة من حصة حزب الدعوة ،وجيء بالدكتور خضير عباس من انكلترة لتولي المهام الوزارية ،ورغم ان الرجل لم يحاول اظهار طائفيته بشكل سافر لكن في زمانه كانت جميع مديريات الوزارة وعددها ثمانية تدار من قبل ربعنا الشيعة (هسة افتهمنا مظلومية بس مو هالثخن ،يعني حتى بوقت صدام جان اكو 6 لو7 وزراء شيعة!)، وقد قيل انه عندما طالب السفير بريمر الدكتور خضير بإشراك السنة والنساء والأكراد في المناصب الإدارية الكبرى طلب من جماعته ترشيح طبيبة كردية لاحدى المديريات ليستطيع ان يقول انه اعطى حصصا" للاكراد وللسنة وللمرأة وهي في الحقيقة حصة واحدة !
وجاء بعده الدكتور علاء الدين العلوان وهو من الكفاءات العلمية المعروفة وسبق له العمل مع منظمة الصحة العالمية ،ولكنه علماني أي لا مكان له في بلد الأئمة والشهداء فازيح مع فشل الدكتور علاوي في الانتخابات ، لتبدأ الحقبة المقتداوية في الوزارة والتي شهدت امتلاء جدران الوزارة بصور وشعارات دينية طائفية ولتصبح الصحة اكبر مرتع لشذاذ الافاق ولتشهد اغرب عمليات قتل للعاملين في الوزارة من جماعة ذاك الصوب مثل الدكتور علي المهداوي الذي دخل لحضور اجتماع لمدراء الصحة في ديوان الوزارة ولم يخرج لحد الان ، رد عليها اخوتنا السنة بقتل اي موظف من ربعنا يتعين بمستشفى النعمان ومنهم المرحوم الدكتور عبدالله صاحب .
وكان الوزير الصدري الأول مجرد العوبة بيد قادة التيار بحيث انطبق عليه القول ( اذا حضر لا يعد واذا غاب لا يفتقد) والدليل اني نسيت اسمه ،تلاه بعد ذلك علي الشمري الذي نال شرف تولي الوزارة بسبب كفاءته الحوزوية لا الطبية اذ انه كان طبيب والد مقتدى السيد محمد الصدر وفي عهد علي الشمري اصبح العمل في الوزارة مرهونا" برضا وكيل الوزارة الذي تبين انه قتال قتلة ولا يزال معتقلا" لدى القوات الأمريكية للتحقيق معه ،واغلب ظني انه سيبقى كذلك الى حين خروج القوات من العراق حيث سيطلق سراحه ويعود كمناضل قاوم المحتل وابوك الله يرحمة وانته هم الله يرحمك اذا اعترضت! وكانت المفارقة عندما فر السيد الوزير طبيب المولى المقدس الى بلاد الشيطان الاكبر وطلب حق اللجوء السياسي رغم ان في عنقه دماء العديد من العاملين في وزارة الصحة ممن تم اغتيالهم واختفوا داخل اروقة الوزارة.
هكذا توالت الأيام والأسابيع والأشهر لنكتشف اننا خدعنا خديعة كبرى عندما اوهمونا ان الديمقراطية جاءت على ظهر حاملات الطائرات لتخلصنا من الاستبداد والقمع واذا بنا نتلفت لنرى ان زمام الامور قد اصبح بيد الخفافيش التي اخرجها المحتل من الكهوف والسراديب لينشروا ثقافات الكراهية والتكفير والتصفية على الهوية وتحويل البلد الى موكب كبير للعزاء وانتقام من الذات والسيطرة على العقول بالخرافات .
وزاد الطين بلة دخول حثالات الوهابية من عربان بن لادن للجهاد في العراق ولكن شلون جهاد ؟ليس بمحاربة المحتل .(مو بالحيف ،هذا جهاد اكسبايرد ) بل بقتل الحلاقين وبائعي الثلج والطرشي وعمال المساطر الفقراء ووضع المفخخات في الشوارع لتفتك بالسابلة الذاهبين الى ارزاقهم وتفجير الانتحاريين لانفسهم وسط جموع الفقراء بعد ان يطمأنوا انه انحجزلهم ميز بمطعم جنات الخلد لتناول الغداء مع الرسول الكريم ،وهكذا تحول البلد الى مسرح تصفية حسابات بين قطبي التخلف الديني من عمايم وسداير واللذين يعود اليهما الفضل في كون الامة الاسلامية اليوم في اسفل سافلي سلم التحضر.
، وشيئا" فشيئا" هاجر الاطباء الاختصاصيون (بل هربوا بجلودهم )بحثا" عن الامان والحد الادنى من العيش الكريم و تجنبا" للبهذلة و قلة الاحترام ولسان حالهم قول الامام علي عليه السلام : الفقر في الوطن غربة ، فكيف اذا كان معه الخطف والقتل وحاكم الزاملي؟
وماذا بعد هذا ؟ سنحاول مناقشة ذلك في مقال قادم