الرئيسية
أحدث الصور
ابها الطائفيون ... انتم تذبحون العراق الجريح
(( أضع علامة أستفهام كبرى على هذا الزمن اللعين .. زمن العهر .. الذي سرق منا الرحم الكبير العراق العظيم وجرح شعبة في الصميم )).
ابو ربيع
من المعروف ان المنطق الطائفي هو منطق مغلق ومنتج لايديولوجية مغلقة .. وان الطائفية السياسية (( كما هي الان في العراق )) .. نظام سياسي مقيت ومعرقل للتطور الاجتماعي والاقتصادي .. لانة نظام غير وطني ولايعتمد على الاسس الحديثة لبناء الدولة والمجتمع .. والطائفية هي شر مطلق وظاهرة غير حظارية وانها شكل من اشكال التميز العنصري والتي هي تتنافى مع القيم الحضارية التي يتسم بها اي مجتمع راقي ومنها على سبيل المثال حقوق الانسان وكرامتة .. كونها ظاهرة غير انسانية لتميز المواطنيين على اساس الانتماء الديني والمذهبي .. كما انها تقوم بعملية تهميش واقصاء اجتماعي واقتصادي وسياسي لطائفة على اخرى والذي بدورة سيؤدي الى اختلال بالتوازن الاجتماعي وافساح المجال الواسع والسهل للتدخل في شؤونة من قبل القوى الخارجيةالمعادية .. ناهيك من ان الطائفية هي المعول الهدام الذي يدمر النسيج الاجتماعي في اي بلد تظهر فية .
ان الوضع في عراقنا العزيز اليوم يسير من سيئ الى اسوأ مع قيام الحكومة الطائفية بتسويق بضاعة الطائفية الرخيصة .. حيث تتجلى بأقبح صورها بؤسا واسوأ مظاهرها عداء وكراهية واشدها فرقة للصف الوطني واساءة كبيرة للوحدة الانسانية بين العراقيين المتعايشين بلمحبة والالفةوالسلام .. ان عراقنا العزيز كما هو معروف بلد متعدد القوميات والمتنوع الاديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية والعقائدية والسياسية .. حيث ان الممارسات الطائفية ستجر على بلدنا الحبيب المزيد من الكوارث والمأسي اذا ما تواصل خطاب الحكومة الطائفية العميلة والمرجعيات الدينية الشيعية والسنية على هذا المنوال العقيم والمؤذي الذي يخاطبون بة الشارع العراقي الصابر المجروح .. واشير هنا بلخصوص الى الحوزة الدينية في النجف الاشرف ومرجعيتها المتعددة ( والتي يهيمن عليها رجال الدين الفرس وتهميش رجال الدين من الشيعة العرب ) .. حيث ان لهم خطابين احدهما يمارس على مستوى عامة الشعب والاخر خاص يتميز بالتطرف .. ويمارس وينفذ عبر القوى والاحزاب الشيعية المرتبطة فعليا بالحوزة الدينيةالمتنعمة ببرودة سراديب النجف الاشرف وخمس عباد اللة .
ان التاريخ يحكي لنا ان السبب الاول لصراع البشر هو تدخل رجال الدين في الشأن السياسي .. ومن الملاحظ ان رجال الدين يعملون على اثارة الفتنة الطائفية والتشجيع عليها وذلك من خلال تصريحاتهم وممارساتهم التي يقدمون فيها مصلحة طائفتهم على مصلحة الوطن وشعبة .. ومن المؤكد ان وراء اي تحريض طائفي غاية سياسية لادخل لها بالدين ولا بالايمان باللة سبحانة وتعالى ولا بما جاء بة الانبياء والاولياء والصديقون .. وبالتالي فأن الاكثر طائفية هو عادة الاقل تدينا وايمان باللة ورسلة .. لانة يخالف كلام الرب ورسلة وذلك بتسخر الدين كأداة سياسية مدمرة ومفرقة للمسلمين الذين اوصى اللة بتوحيدهم وزرع الحقد والكراهية بينهم بدل المحبة والتأخي .
من المعروف للقاصي والداني ان الطائفية في بلدنا العزيز المحب المسالم تم تأجيجها وتحريكها ايضا من قبل القوى الخارجيةاضافة الى السياسات الداخلية والتي تخدم امريكا واسرائيل وايران المجوسية ومصالح الطائفيين المتعصبين .. ان العراق الموحد المتأخي يشكل اليوم عقبة كبيرة امام استمرار الاحتلال الامريكي الصهيوني المجوسي لبلدنا العزيز .. وان انفجار العنف الطائفي المقيت فية ما كان سيحدث الا بسبب ما اصطنعتة امريكا من اكاذيب ملفقة في غزوها لبلدنا العزيز .. حيث اطلقت زلزالا مدمرا قلب العراق الحبيب راسا على عقب وفتحت الطريق امام النفوذ الايراني القذر من اوسع ابوابةوالذي بدورة عمل بشكل متقن ومخطط لة على تأجيج الخلافات المذهبية واثارة الاحقاد فيما بين العراقيين واعطاء المجال الواسع للاستخبارات المجوسية الايرانية بأن يكون لها دور كبير ومتصاعد في كافة الاصعدة والمجالات .. بل اشرفت وساهمت بشكل فعال في عمليات قتل وابادة العراقيين من مختلف الطوائف والاديان والقوميات وبمساندة عملائهم في الداخل .
ان العراقيون شعبا متحابا ومتداخل اجتماعيا بعضهم مع البعض .. وان من يريد تأجيج الفتة الطائفية بينهما هم الغرباء من دول الجوار والوافدين من ايران المجوسية .. حيث لايريدون خيرا للعراق وشعبة المسالم الصابر ولا يريدون عراقا امنا ومتقدما .. ولهذا فأن هذة القوى الشريرة الحاقدة تريد اشعال الفتنة بيننا وبكافة الطرق و الوسائل المتاحة لديهم.
ان بلدنا الاصيل هو من بين الدول التي تضم تنوعا قوميا وطائفيا ودينيا .. لكنة اذا ما قيس بدول اخرى يظل تنوعة في درجاتة الدنيا .. ومن المؤسف لة انة اصبح اليوم موضع قلق في استقطابة الطائفي والذي انعكس في مفاصل الحياة السياسية .. حيث ان الطائفية في بلدنا لها بعد سياسي وليس ديني حيث اصبحت مكمنا للفساد بكافة انواعة ووقفت عائقا كبيرا امام تطور الحياة السياسية والديمقراطية .. مما دفع القوى السياسية ( ان صح التعبير ) وحتى العلمانية منها الى ارتداء عباءة الطائفية بحثا عن المكاسب والغنائم التي يزخر بها عراقنا الجريح وبعيدا عن مصلحة الوطن ومواطنية .
ان مجتمعنا كان ولايزال يتزاوج ويتداخل ويتعايش بشكل طبيعي كما ان النسيج الاجتماعي المتماسك وارث العيش المشترك المتسامح في مكوناتة .. يصبح من الوهم الكبير الشعور و التصور بأن هذة المكونات لشعبنا العزيز لايمكنها ان تتصرف ككتلة اجتماعية واحدة .. اني ارى ان عراقنا الجريح برجالة المخلصين الذين يعشقون تربة الطاهرة وقواة الوطنية المتحدة مطالبين اليوم واكثر من ما مضى بوقفة ثورية وطنية مفصلية للقضاء التام على الظواهر والاسباب المنتجة او المساعدة لهذة الظاهرة الخطيرة والتي اراد منها الاحتلال الامريكي الصهيوني المجوسي بأن تلعب دورا كبيرا في تحقيق هدفة الاساسي و الكبير وهو تجزئة بلدنا الحبيب الى دويلات متحاربة بغية ابتلاع العراق بما فوقة وتحتة .
يجب علي ان اشير هنا الى ان هناك بعض العراقيين و للاسف الشديد يستغلون مساحات وفضاءات الحوار الحر التي تتيحها لهم بعض وسائل الاعلام ومنها برنامج (البالتالك ) على شبكة الانترنيت والذي اصبحت لة شعبية كبيرة بين العراقيين في الداخل والخارج .. وذلك من اجل بث سموم الاحقاد الطائفية والعرقية وبالاخص العراقيين المقيمين في ( جنة ) المهجر حيث انهم بعيدين عن ( جهنم ) الوطن .. وتراهم يتكلمون وكأنهم من موقع التل الذي يتفرجون منة على محنة وطنهم ويتلذذون بجروحة المثخن بها .. حيث يفصلون احاديثهم الغير مسؤولة حسب هوائهم ..وهم بحديثهم النشاز هذا يزيدون جراح وطنهم بل يساهموا مع اعدائة بذبحة .. كلا يبرر لطائفتة ويمجدون فيها ويعتبروها هي الامل والقدوة والاخلاص .. وذلك بعيدا كل البعد عن مصلحة الوطن الجريح وشعبة الصابر .. متناسين هؤلاء المزايدين بالوطنية بأن جميع العراقيين هم المستهدفين .. بل الوطن بكاملة هو المستهدف .. فالجرح هو جرح الوطن وشعبة .. وعليهم ان يفهموا مرة وللابد ان الطائفية والعرقية لاتبني وطنا حرا متألقا ولا تجلب سعادة ولاخيرا ولا تقيم ديمقراطية وسلام ومحبة .. بل هي طريق مظلم للخراب والدمار والاحقاد والكراهية وستجلب لعنة وغضب رب العالمين ( سبحانة وتعالى ) على مروجيها لعصيانهم للاوامرة وتعاليمة السمحاء .. فالحذار الحذار من الكلمات المبطنة والتهم الرخيصة الغير مسؤولة ايها الطائفيون .. عراقنا الحبيب كان وسيبقى وطن يحتظن بحنانة الجميع .. ولن نسمح لفتنتكم الطائفية بأن تدمر عشنا الجميل .. اني ارى ان من الواجب علي ان اوجة بعض الكلمات لاخواني الشيعة العروبيين .. بأنة يجب عليهم الوقوف بحزم وقوة ضد المد الصفوي المجوسي ومشروعهم القذر لدمارنا وسلخنا من عروبتنا التي نعتز بها .
واخيرا اوجة كلامي للطائفيين الذين يساهمون جميعا في ذبح بلدي الجريح الحبيب .. ان المذاهب وجدت لفهم الدين وليست طريقا مظلما لزرع الاحقاد والفتنة ( الفتنة اشد من القتل ) .. ولا للاقتتال من اجل نيل الغنائم والسلطة .. ويجب علينا نحن العراقيين ان نرتقي بمجتمعنا الى مستوى حضاري متقدم وسعيد .. وعلية فأننا نجد انفسنا ملزمين ان كنا نحب وطننا العراق العظيم بمحاربة الطائفية والعرقية وقلعها من جذورها في مجتمعنا للآنها افة لعينة وسرطان حبيث قد يقضي علينا وعلى وطننا الحبيب ( لاسامح اللة ) ان لم نسارع بعلاج هذا المرض الخبيث مبكرا .. وعلينا ان نجعل ولائنا في النفوس للوطن الغالي والذي اعطانا كل شئ بدلا من ولائنا البغيض للطائفة او المذهب او العرق .
لك المجد والشموخ ياعراقنا الجريح ولشعبك العزة والصبر والنصر .
