الجدار الحر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجدار الحر


    الهيمنة الامريكيه,,,,,,,, الدوافع والابعاد الجزء الاول

    iraqioun
    iraqioun


    عدد المساهمات : 21
    تاريخ التسجيل : 02/06/2009

    الهيمنة الامريكيه,,,,,,,, الدوافع والابعاد         الجزء الاول Empty الهيمنة الامريكيه,,,,,,,, الدوافع والابعاد الجزء الاول

    مُساهمة  iraqioun الخميس يونيو 04, 2009 2:22 pm

    يمكن القول ابتداءا, ان جميع صياغات الفكر والتخطيط الاستراتيجي الامريكي ما بعد الحرب الباردة وما تفضي اليه من مشاريع واهداف تدور حول تجسيد فكره الهيمنة العالمية,تلتقي اولا وأخراً, في الاشتراط الاستراتيجي المسبق بتحقيق السيطرة على الاقليم الجيوستراتيجي المركزي من العالم,في قلب (اوراسيا) الذي يمثل اهم الملاعب الدوليه على الارض والتي بحتمل ان يظهر من عليها في وقت ما المنافس المتوقع لامريكا.

    تتكون منطقة القلب الارضي – كما حددها الجيوبوليتيكيون- من عدد كبير من الدول التي تتباين في حجوم قوتها النسبية ومدى تطلعاتها الاستراتيجية,فهي تضم روسيا والدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي السابق ودول اوروبا الشرقية واسيا الوسطى بالاضافة الى افغانستان والصين ( عدا اجزائها الساحلية الجنوبية والشرقية).
    لقد صاغ واضعوا التخطيط الاستراتيجي الامريكي الاستراتيجية التي رؤوها مناسبة للتعامل مع هذه المنطقة بما يتلائم مع مصالح الولايات المتحدة الامريكية في الاحتفاظ بقوتها العالمية ومكانتها الفريدة على المدى البعيد وذلك من خلال التعاطي السياسي المتعدد الوجوه مع القوى الرئيسية الفاعلة في منطقة القلب, او القوى والدول الاضعف نسبيا وذلك من خلال احتلال اهم مركزين للثقل السياسي والاقتصادي العالميين وهما افغانستان والعراق, وعلى هذا الاساس يمكننا تصنييف السياسات الامريكية المعتمدة للتعامل مع دول وقوى منطقة القلب الارضي وكما يلي:-
     السياسة الامريكيه للتعامل مع روسيا,والتي تشمل تجميعا بين سياسات الاحتواء والتطويق ومحاولات تفكيك وحدة الاتحاد الروسي والبر الروسي في اوراسيا.
     السياسة الامريكية للتعامل مع الصين,والتي تشمل مزيجا مركبا من سياسات الاحتواء والارتباط والتطويق.
     السياسة الامريكية للتعامل مع بقية دول الاقليم الاضعف,وهي مجموعة الدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي وافغانستان والهند وباكستان والتي تتوزع بين السيطرة المباشرة والسيطرة غير المباشرة.
     سياسة الاحتلال المباشر في افغانستان والعراق والسيطرة على منطقة الشرق الاوسط وفرض هيمنتها المباشرة على منابع النفط في المنطقة من خلال مشاركة الكيان الصهيوني بصورة خفية تارة وتدخل مباشر تارة اخرى.

    وعلى الرغم من ان تحقيق السيطرة على هذه المنطقة الحساسة في العالم (اوراسيا) تبقى مسألة نسبية,الا ان اقدام الولايات المتحدة الامريكية على قبول وتبني هذا التحدي الجيوستراتيجي,قد دفعها الى تحشيد جميع طاقاتها لتحقيق هذا الهدف,مستخدمة لذلك جميع وسائلها السياسية والاقتصاديةوالعسكرية فضلا عن الالاعيب الدولية المتناقضة التي تلعبها في هذه الدولة او تلك ومن خلال الدعم الاقتصادي والسياسي المؤقت لتلك الدول بغيه الضغط عليها وتطويعا لتنفيذ تلك السياسات الخبيثة التي تنتهجها.

    اولا: الوسائل السياسية
    تشير اراء الكثيرين من الكتاب والباحثين الاستراتيجيين الامريكان,ممن ساهموا في التنظير للاستراتيجية الامريكية للقرن الحادي والعشرين,ان على الولايات المتحدة الامريكية ان تمارس سياساتها في العالم في اطار مناطق متصلة, وليس في اطار دول محددة. لان ذلك هو مدلول الخريطة السياسة ومقتضاها. وفي نفس الوقت,فأن التعامل مع مناطق يمكن السياسة الامريكية من استيعاب وتفريغ اداعاءات قوى محليه تتصور نفسها قائمة على ادوار اقليمية في المناطق التي تتواجد فيها,ومنثم, ترتب لنفسها امتيازات تطالب بها مستقبلا. وفيما يبدو, فأن سياسة التطويق الجغرافي السياسي هي السياسة التي تعتمدها الولايات المتحدة الان في منطقة القلب ( افغانستان والعراق) والدول المحيطة بهاتين الدولتين.فهذا التطويق في شكله العام - كما تراه الولايات المتحدة الامريكية- هو الذي تعتمد عليه امكانيه النجاح الامريكي,ليس فقطفي انجاز الاستهدافات التكتيكية والعسكرية التي تتضمنها الاستراتيجية الامريكية في هذه المنطقة من العالم,ولكن ايضا في ترسيخ وضعية احادية القطب الامريكي الذي تفترضه للسيطرة على الساحة العالمية,والمهيمن على توجهات النظام الدولي وترتيبات القوى المختلفة في اطاره.كذلك, فأن تبني خيار التطويق او الاحتواء الستراتيجي قد جاء متأثرا الى حد كبير بالرغبة في التأثير على توازنات القوة بين القوى الرئيسية الفاعلة في منطقة القلب, وبالاخص كل من روسيا والصين والهند وباكستان,وكذلك الفدرة على الاستيعاب ومن ثم توجيه التغيرات الداراماتيكية والسريعة التي تشهدها المنطقة الان. فالتحولات السياسية والاقتصادية التي جرت منذ بدايه عقد التسعينات,في كل من من اوروبا الشرقية وروسيا وبقية دول ماكان يعرف بالاتحاد السوفياتي,وهي تحولات لم يسبق لها مثيل من حيث النطاق والمدى ,فهذا التوزيع الجديد الشامل للقوى السياسية والاقتصاديه يمتد عبر اوراسيا ويشمل الظهور التدريجي للصين باعتبارها قوة عالميـــــه لاحقة.وفي الوقت ذاتــــــــه,فأن الاسلحو النووية التي جعلت الردع – في سنوات الحرب الباردة- امرا خطرا وضروريا في وقت واحدلم يتم التخلص منها كليا فضلا عن عدم السعي لمنع تطويرها بالاضافة الى ظهور طارئ جديد وهو ايران لامتلاك هذا السلاح, وهي تهدد الان –كما ترى الولايات المتحدة- بالوقوع في ايدي دول معاديه لها او جماعات غير مستقرة او في ايدي ارهابيين كما تسميهم.ومن ثم, اذا كان من الصعب العثور على تهديدات من النوع التقليدي,فأن الخطر على امن الولايات المتحدة لازال قائما وليس من الصعوبة السيطره عليه .
    وبناءا على ذلك,فقد رسمت الولايات المتحدة استراتيجيتها للسيطرة على هذه المنطقة الشاسعة بالاستناد الى بعض من مفاهيمها المعهودة عن الاحتواء والتطويق وفي اطارعام يشمل يشمل جميع الدول والقوى في هذه المنطقة ,مع التسليم بوجود فوارق اساسية في التعامل بين دوله واخرى, والمثال الابرز في هذا الصدد هو عدم التماثل الواضح بين سياسات الولايات المتحدة في التعامل مع كل من روسيا والصين من جهة, والدعم اللامحدود للكيان الصهيوني من جهة اخرى.فبالنسبة لروسيا, فان المنظور الجيوستراتيجي الامريكي حيالها,يتضمن الرغبة في عدم عودتها كدوله اتحادية اوراسية مؤثرة في موازين القوى ,مع عدم وجود الرغبة كذلك في ان تتحول في المستقبل الى دوله ديمقراطيه ضمن الحيز الاوروبي مع العمل المستمر على محاوله تفكيك ما تبقى من رقعتها المترامية الاطراف.
    وهنا فاننا يمكن ان نؤشر هدفيين اساسين تتخذهما الاستراتيجية الامريكية في مواجهة الموضوع الروسي, الاول: هو تفكيك روسيا الذي يمكن تسريعه عن طريق تحريض النزعات الاستقلالية في القوقاز, والحضور والعسكري الامريكي في اسيا الوسطى. والهدف الثاني:هو الاحتفاظ بقدر من التوتر في علاقة الولايات المتحدة مع روسيا من اجل منع التقارب بين اوروبا وروسيا نفسها وكذلك توحيد الجزء الغربي من اوروبا عن طريق الاحتفاظ الى اطول وقت ممكن بالتناقض الموروث عن الحرب الباردة.كذلك فأن هناك رغبة امريكية في ان تكون روسيا مصدرا من مصادر تجديد الاحساس الاوروبي بالحاجة الى الوجود الامريكي في اوروبا على حساب المصالح الاوروبيه والروسية المشتركة.
    ومن هنا جاء الاتجاه الامريكي نحو توسيع حلف الناتو لاحتواء روسيا من جبهة اوروبا اولا, مع اتباع سياسة نشطة في دول اسيا الوسطى من اجل الحد من النفوذ الروسي في هذه المنطقة ثانيا, فضمن هذين المجالين, شرق اوروبا واسيا الوسطى كان السعي الامريكي والغربي لتحطيم اسس احياء اي مشروع روسي لبناء امبراطوريه جديدة في اوراسيا, يمر عبر دعم الاستقلال السياسي للدول التي استقلت حديثا عن الاتحاد السوفيتي السابق, مع تشجيع هذه الدول على الانضمام الى الحلف الاطلسي المتوسع.
    وفي هذا الصدد فأن ثلاثا من تلك الدول تتمتع باهمية جيوبوليتيكية خاصة ,هي اذربيجان واوزبكستان واوكرانيا. وجاء احتلال كل من افغانستان والعراق بعد الدراما المفتعلة لحادث 11 سبتمبر ليزداد هذا التطويق وليكون مباشرا من جهة والتلويح باستعمال العصا ضد ايران من جهة اخرى فضلا عن التخطيط للسيطرة على نفط بحر قزوين في المستقبل القريب.وعليه نرى ان هناك تناقضا في المصالح بين الموقف الروسي والموقف الغربي والامريكي في عموم اوراسيا امر واقع, غير ان فارق القوة والتفوذ تدعم الموقف الامريكي على حساب الموقف الروسي الذي لم يستطع لحد الانتبني طريقا واضحا يعبر عن وجهة نظرخارج اطار الحدود السابقة للرؤية التقليدية للاتحاد السوفييتي السابق.ولقد جاءت جميع سياسات ومواقف الغرب تجاه روسيا ما بعد السوفيتيه على النمط الذي يحرص على تحجيم التأثير الروسي في محيطه الاوراسي,مع عدم السماح لها بدور بارز في الشؤون العالمية الا ضمن موقع الدوله التابعة للغرب, مع وضع روسيا كدوله ونظام سياسي امام اعادة تشكيل شامله على النمط الامريكي والغربي.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 5:51 pm