العرب احد الشعوب السامية تنحدر من سام ابن نوح ينقسم العرب الى قسمين الابائدة واالعرب الباقية ... الابائدة هم من بادوا كعاد وثمود وطسم وجديس وجرهم الاولى والعرب الباقية هم القحطانيين كطيء ولخم وجدام , العدنانية كفزارة وسليم وقريش وغيرهم ...اما العرب الباقية فهم نوعين عرب عاربة وعرب مستعربة فالعاربة العرب العرباء وهم بني قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح اما قحطان فكان اول من ملك اليمن واول من سلم ( ابيت اللعن ) كما يقال للملوك وقد تشعبت قبائلة وبطونه من سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان فكان منه بطون حمير وكهلان واليه ينسب سكان يثرب من الاوس والخزرج .
العرب المستعربة هم بنو إسماعيل ابن إبراهيم وسموا بذلك لان إسماعيل لما نزل جرهم من قحطان فتزوج منهم وتعلم هو وبنوه العربية فسموا مستعربة والموجودين من العرب من ولد إسماعيل كلهم من بني عدنان بن ادد
وقد وجهه العرب همهم الى الى انسابهم وكانوا يعتنون بها عناية كبيرة لانها دعامة من دعائهم الألفة والتنافر ومن دعامات النظام السياسي فالنسب هو الضامن والكفيل للحصول على حقوق المواطنة في المجتمع القبلي الذي تقوم منه القبيلة وفروعها وتقوم مقام القومية والجنسية ألان .
حاول القران ان يبعد الناس عن الأنساب والاحساب لأنها تبعد العرب عن الاجتماع كأمة ايمانية
وقد قال الله : فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ [المؤمنون : 101]
وقال رسول الله ( ص ) : تعلموا من انسابكم ماتصلون به ارحامكم فان صلة الرحم محبه في الأهل مثراة في المال منساة في الأثر .
وعلى الرغم من ان القران لم يتعرض الى تقسيم العرب الى عدنان وقحطان انما خاطبهم بلسان الرسول على انهم من نسل إسماعيل وإبراهيم ((وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الحج : 78]))
ويرجح ان وضع الخليفة عمر بن الخطاب لديوان العطاء كان أول تنبيه للعرب الى ضرورة العناية بأنسابهم وتصنيفها وتدوينها لاسيما وان بناء الدولة كان في ذلك الوقت قبليا وقد ذكر ان الوليد بن هشام بن المغيرة هو الذي اشار على عمر بن الخطاب بتدوين الدواوين وتجنيد الجند وفقا لما رآه لدى ملوك الشام فاخذ عمر برئيه ودعا عقيل بن ابي طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم وأمرهم ان يكتبوا الناس على منازلهم .
وقد صنفت الدواوين الناس بالقرابة بالرسول وبالسابقة في الإسلام وبالطبقات التي تستند على أساس دورهم في الفتوحات والغزوات
بينما تميز الناس في عهد الدولة الاموية الى عدنانيين وقحطانيين وكان هناك حزبين يمن وقيس او يمن ومضر او قحطان وعدنان وقد شجعت الفتن التي ظهرت في عهد عثمان وعلي ومعاوية على تمايز الناس وعلى ظهور العصبيات القبلية فتحزبت القبائل وكانت تقاتل على أنها همدان او طيء او مضر او ربيعة او غير لك
وقد كان لمصاهرات الخلفاء اثر كبير في إثارة الكثير من الصراعات القبيلة بين انساب الخلفاء الذين يقربون من السلطة وبين باقي القبائل المنافسة كما حدث حينما تزوج معاوية من ميسون بنت بحدل الكلابية وقد أدى هذا الى دعم أعدائهم من قيس لثورة ابن الزبير في نزاعه مع مروان بين الحكم
ونلاحظ ظهور المنافسة أخرى بين اهل الوبر واهل المدر وعرب الجنوب وعرب الشمال
اما حب القتال الذي امتازت به تميم فقد تجلى في دعمهم لسجاح المتنبئة وبعد حروبهم مع خالد رجعوا الى الاسلام وتوجهوا الى قتال الفرس ثم خراسان وقد أظهرت تميم ما كان معروف عنها من حبها للقتال في الجاهلية وقد فطروا على عدم الانصياع للسلطان وكان لهم نصيب في جميع الفتن التي ظهرت في عهد الدولة الأموية وقد أوقعوا وقائع دموية مع ازد عمان في البصرة وخراسان وتهاجا شعرائهم فنظم الكميت قصيدته ورد عليها دعبل الخزاعي
هم كتبوا الكتاب بباب مرو وباب الصين كانوا ألكاتبينا
وهم جمعوا الجموع بسمرقند وهم غرسوا هناك التبتبينا
وقد رتبت القبائل العربية كالتالي : شعب وهو النسب الأبعد كعدنان مثلا ثم القبيلة مثل ربيعة ومضر والعمارة كقريش والبطن كعبد مناف والفخذ كبني هاشم والفصيلة كبني العباس . وشعوبا كما وردت في الاية هي من شعباي النسب الابعد عن القبيلة .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات : 13]
كان المجتمع العربي قبل الدعوة الإسلامية مجتمعا قبليا تتحكم فيه العصبية اشد التحكم وكان على الإسلام ان يواجه هذا الواقع ليصلحه ويسمو به على مستوى اجتماعي إيماني أعلى ... وكانت مهمه الرسول مهمة عسيرة وبالغة المشقة فكان بحاجة الى ايقاظ العاطفة الدينية في النفوس وليس فقط الاكتفاء بنشر المباديء وكان اول من اتبع محمد هم من أفراد عشيرته والأصدقاء والموالي والرقيق غير انه كان يرغب بضم كل أهل مكة لدعوته ومن ثم يرتفع بالدعوة الى أمه ويجعلهم على اتجاه ديني واحد .
ولم تكن الدولة نظام منفصل عن الجماعة بل كانت الدولة وفق منهجهم هي الجماعة في جملتها فلم يكن هناك نظام سياسي أسسه الإنسان بل كان هناك نظام اجتماعي طبيعي بالغ الدرجة من النماء
فالقبيلة هي وحدة سياسية بني عليها المجتمع الاول قبل الاسلام وكان على الإسلام ان ينقل المجتمع من طور الوحدات السياسية المتعددة القائمة على أساس القبيلة إلى طورا اكبر وهو الوحدة السياسية الشاملة القائمة على نظام دولة
وقد جمع الرسول القبائل في وحدة دينية ولغوية واجتماعية يكون خضوعهم لرئيس واحد ومن ثم خلفائه وجاءت الآيات لترفع من مستوى العرب ولغتهم ولدعوته الى التمسك بعنصر فعال من عناصر تكوين الأمة
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات : 13]
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ [فصلت : 44]
وقد كان لزاما على الرسول ان يحارب النزعات العصبية والروح القبلية التي كانت تحول دون توحيد القبائل العربية في العصر الجاهلي فلابد من إيجاد رابطة أقوى من رابطة الدم لأجل ان تزيل هذه العصبية القبلية وإحلال مشاعر الإخوة والسلام والوئام بين شتى القبائل
إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الفتح : 26]
ويقول الرسول ( ص ) : من قاتل تحت راية عمية لعصبية او يدعو لعصبية او ينصر عصبية فقتل قتلة جاهلية
يامعشر قريش ان الله قد اذهب عنكم نخوة الجاهلية تعظمها الاباء الناس من ادم وادم من تراب
ولم يفاضل الرسول بين الناس وأسا أحسابهم او أنسابهم او أجناسهم وإنما فاضل على أساس التقوى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم ..........
واكد الرسول في خطبه الوداع على ذلك كلكم من ادم وادم من تراب ان أكرمكم عند الله اتقاكم ... والناس كلكم سواء كأسنان المشط وقد شهد العرب حادثة لم يكونوا ليشاهدوها وهي ان محمد القرشي أصبح أخا لبلال الحبشي ولزيد بن حارثة الكلبي وهو مولى لخديجة وهبته للرسول فاعتقه .
وهذه الفكرة عارضت بالصميم نعرة الشعور القبلي عند العرب التي تبنى على أساس احترامه الشخصي وشهرة أجداده ومضى اقتدائهم بها الى نزاع دموي دائم
وقال في يوم فتح مكة الا كل دين او مال او دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي وكذلك الغي حق الثار الشخصي وأرجعه الى الله وأنكم مهما اختلفتم في شيء فمردودة الى الله والى محمد
العرب المستعربة هم بنو إسماعيل ابن إبراهيم وسموا بذلك لان إسماعيل لما نزل جرهم من قحطان فتزوج منهم وتعلم هو وبنوه العربية فسموا مستعربة والموجودين من العرب من ولد إسماعيل كلهم من بني عدنان بن ادد
وقد وجهه العرب همهم الى الى انسابهم وكانوا يعتنون بها عناية كبيرة لانها دعامة من دعائهم الألفة والتنافر ومن دعامات النظام السياسي فالنسب هو الضامن والكفيل للحصول على حقوق المواطنة في المجتمع القبلي الذي تقوم منه القبيلة وفروعها وتقوم مقام القومية والجنسية ألان .
حاول القران ان يبعد الناس عن الأنساب والاحساب لأنها تبعد العرب عن الاجتماع كأمة ايمانية
وقد قال الله : فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ [المؤمنون : 101]
وقال رسول الله ( ص ) : تعلموا من انسابكم ماتصلون به ارحامكم فان صلة الرحم محبه في الأهل مثراة في المال منساة في الأثر .
وعلى الرغم من ان القران لم يتعرض الى تقسيم العرب الى عدنان وقحطان انما خاطبهم بلسان الرسول على انهم من نسل إسماعيل وإبراهيم ((وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الحج : 78]))
ويرجح ان وضع الخليفة عمر بن الخطاب لديوان العطاء كان أول تنبيه للعرب الى ضرورة العناية بأنسابهم وتصنيفها وتدوينها لاسيما وان بناء الدولة كان في ذلك الوقت قبليا وقد ذكر ان الوليد بن هشام بن المغيرة هو الذي اشار على عمر بن الخطاب بتدوين الدواوين وتجنيد الجند وفقا لما رآه لدى ملوك الشام فاخذ عمر برئيه ودعا عقيل بن ابي طالب ومخرمة بن نوفل وجبير بن مطعم وأمرهم ان يكتبوا الناس على منازلهم .
وقد صنفت الدواوين الناس بالقرابة بالرسول وبالسابقة في الإسلام وبالطبقات التي تستند على أساس دورهم في الفتوحات والغزوات
بينما تميز الناس في عهد الدولة الاموية الى عدنانيين وقحطانيين وكان هناك حزبين يمن وقيس او يمن ومضر او قحطان وعدنان وقد شجعت الفتن التي ظهرت في عهد عثمان وعلي ومعاوية على تمايز الناس وعلى ظهور العصبيات القبلية فتحزبت القبائل وكانت تقاتل على أنها همدان او طيء او مضر او ربيعة او غير لك
وقد كان لمصاهرات الخلفاء اثر كبير في إثارة الكثير من الصراعات القبيلة بين انساب الخلفاء الذين يقربون من السلطة وبين باقي القبائل المنافسة كما حدث حينما تزوج معاوية من ميسون بنت بحدل الكلابية وقد أدى هذا الى دعم أعدائهم من قيس لثورة ابن الزبير في نزاعه مع مروان بين الحكم
ونلاحظ ظهور المنافسة أخرى بين اهل الوبر واهل المدر وعرب الجنوب وعرب الشمال
اما حب القتال الذي امتازت به تميم فقد تجلى في دعمهم لسجاح المتنبئة وبعد حروبهم مع خالد رجعوا الى الاسلام وتوجهوا الى قتال الفرس ثم خراسان وقد أظهرت تميم ما كان معروف عنها من حبها للقتال في الجاهلية وقد فطروا على عدم الانصياع للسلطان وكان لهم نصيب في جميع الفتن التي ظهرت في عهد الدولة الأموية وقد أوقعوا وقائع دموية مع ازد عمان في البصرة وخراسان وتهاجا شعرائهم فنظم الكميت قصيدته ورد عليها دعبل الخزاعي
هم كتبوا الكتاب بباب مرو وباب الصين كانوا ألكاتبينا
وهم جمعوا الجموع بسمرقند وهم غرسوا هناك التبتبينا
وقد رتبت القبائل العربية كالتالي : شعب وهو النسب الأبعد كعدنان مثلا ثم القبيلة مثل ربيعة ومضر والعمارة كقريش والبطن كعبد مناف والفخذ كبني هاشم والفصيلة كبني العباس . وشعوبا كما وردت في الاية هي من شعباي النسب الابعد عن القبيلة .
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات : 13]
كان المجتمع العربي قبل الدعوة الإسلامية مجتمعا قبليا تتحكم فيه العصبية اشد التحكم وكان على الإسلام ان يواجه هذا الواقع ليصلحه ويسمو به على مستوى اجتماعي إيماني أعلى ... وكانت مهمه الرسول مهمة عسيرة وبالغة المشقة فكان بحاجة الى ايقاظ العاطفة الدينية في النفوس وليس فقط الاكتفاء بنشر المباديء وكان اول من اتبع محمد هم من أفراد عشيرته والأصدقاء والموالي والرقيق غير انه كان يرغب بضم كل أهل مكة لدعوته ومن ثم يرتفع بالدعوة الى أمه ويجعلهم على اتجاه ديني واحد .
ولم تكن الدولة نظام منفصل عن الجماعة بل كانت الدولة وفق منهجهم هي الجماعة في جملتها فلم يكن هناك نظام سياسي أسسه الإنسان بل كان هناك نظام اجتماعي طبيعي بالغ الدرجة من النماء
فالقبيلة هي وحدة سياسية بني عليها المجتمع الاول قبل الاسلام وكان على الإسلام ان ينقل المجتمع من طور الوحدات السياسية المتعددة القائمة على أساس القبيلة إلى طورا اكبر وهو الوحدة السياسية الشاملة القائمة على نظام دولة
وقد جمع الرسول القبائل في وحدة دينية ولغوية واجتماعية يكون خضوعهم لرئيس واحد ومن ثم خلفائه وجاءت الآيات لترفع من مستوى العرب ولغتهم ولدعوته الى التمسك بعنصر فعال من عناصر تكوين الأمة
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات : 13]
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ [فصلت : 44]
وقد كان لزاما على الرسول ان يحارب النزعات العصبية والروح القبلية التي كانت تحول دون توحيد القبائل العربية في العصر الجاهلي فلابد من إيجاد رابطة أقوى من رابطة الدم لأجل ان تزيل هذه العصبية القبلية وإحلال مشاعر الإخوة والسلام والوئام بين شتى القبائل
إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الفتح : 26]
ويقول الرسول ( ص ) : من قاتل تحت راية عمية لعصبية او يدعو لعصبية او ينصر عصبية فقتل قتلة جاهلية
يامعشر قريش ان الله قد اذهب عنكم نخوة الجاهلية تعظمها الاباء الناس من ادم وادم من تراب
ولم يفاضل الرسول بين الناس وأسا أحسابهم او أنسابهم او أجناسهم وإنما فاضل على أساس التقوى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم ..........
واكد الرسول في خطبه الوداع على ذلك كلكم من ادم وادم من تراب ان أكرمكم عند الله اتقاكم ... والناس كلكم سواء كأسنان المشط وقد شهد العرب حادثة لم يكونوا ليشاهدوها وهي ان محمد القرشي أصبح أخا لبلال الحبشي ولزيد بن حارثة الكلبي وهو مولى لخديجة وهبته للرسول فاعتقه .
وهذه الفكرة عارضت بالصميم نعرة الشعور القبلي عند العرب التي تبنى على أساس احترامه الشخصي وشهرة أجداده ومضى اقتدائهم بها الى نزاع دموي دائم
وقال في يوم فتح مكة الا كل دين او مال او دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهي تحت قدمي وكذلك الغي حق الثار الشخصي وأرجعه الى الله وأنكم مهما اختلفتم في شيء فمردودة الى الله والى محمد